ونحن في الألفية الثالثة لم يعد عجبا أن نسمع عن أناس يعبدون الحجر أو الشجر وآخرون يعبدون الشمس أو القمر وقوم يعبدون البقر حتى أن هناك من يعبد الفئران والديوك والأكثر من هذا فقد ظهرت عبادة مختلفة عما سبق ذكره تسمى عبادة الشيطان وعبدتها يحاولون نشر أفكارهم عبر العالم والتأثير بها على الناس خاصة طائفة الشباب وضعيفي الإيمان والعقيدة.
وتعتبر ظاهرة عبدة الشيطان من الظواهر الغريبة والدخيلة على المجتمع الجزائري والعربي المسلم لكنها مع ذلك بدأت تعرف انتشاراً في شكل حلقات أو مجموعة محدودة العدد وشبه سرية داخل أوساط الجيل الجديد من الشباب المتعلم كما تعد بالنسبة إلى علم الاجتماع جزءاً من ضريبة الانفتاح على العالم في عصر العولمة والانترنت بينما يعتبرها المربون مؤشراً على ضياع الجيل الحالي وعنواناً على أزمة أخلاقية مستفحلة في زمن انهيار كل القيم والمبادئ. فمن حيث المظهر يبدو عبدة الشيطان بشراً مثل الآخرين مع بعض التفاصيل المميزة التي يحرصون على الالتزام بها رغم حذرهم الشديد لأنها تشكل أساس معتقدهم الشيطاني الغريب وأهمها لباسهم الأسود الطويل ولحاهم المسترسلة (بالنسبة للذكور) والوشوم على الذراع أو الساعد التي تمثل الحيوانات أو الحشرات أو صور الشيطان المرعبة وحمل الأقراط في الأذنين والأنف مع وضع نجمة الشيطان في قلادة تعلق على العنق أو تمثالا يمثل جمجمة بشرية نحتت عليه نجمة الشيطان. أما عن اللون الموسيقي المفضل الذي تعتمده “طائفة عبدة الشيطان” لترويج أفكارها الهدامة ومعتقداتها المنحرفة لزعزعة عقيدة الشباب المسلم وتحريضه على إتباع أخلاق منافية لدينه ولمجتمعه هي أغاني “الهارد روك” و”الهيفي ميتال” ومن كلمات هذه الأغاني ( اقتل معلمك… اقتل كل من لا تحب ومارس الجنس على أمك وأختك ومع كل من تجد في متناولك ومع كل العالم) وعبر هذه الأغاني والطقوس تحاول طائفة عبدة الشيطان جاهدة استقطاب مروجين وأنصارا لأفكارها خاصة الطبقة الفتية من المجتمع بين الشباب والمراهقين والذين تجدهم يلبسون لباسهم ويستمعون إلى أغانيهم ويقلدونهم وهم في الواقع لا يقومون إلا بالتقليد الأعمى حيث أنهم لا يفقهون كلامهم ولا غايتهم بل يعشقون لباسهم وزيهم الأسود وموسيقاهم الصاخبة كما يقلدون حركاتهم الغريبة كطريقة السلام وإلقاء التحية وطريقة الحوار أيضا فيما بينهم والأكثر من هذا فهم يرددون ما يسمعونه ويتشبعون مما ينهلون منه فيما بينهم وهم جاهلون تماما لمعنى ما يقومون به.
وفي الأخير ما يحز في النفس أن شباب هذه الطائفة ببلادنا أصبحوا لا يعتبرون الشيطان رمزاً تلصق به كل شرور البشرية بل هو في معتقدهم « قوة طبيعية وأفضل صديق للبشر لأنه يمثل اللطف والحكمة والإخلاص» وأما باقي الأديان السماوية والأرضية الأخرى في فهمهم فما هي إلا من صنع البشر!.