يبدوا أن العلاقات الثنائية بين تركيا والمغرب على شفا حفرةٍ من الأزمات الجديدة بعد قرارات اتخذتها الحكومة المغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية فقد رفعت الحكومة المغربية من قيمة الضرائب التي جددت فرضها على الواردات التركية من منتوجات النسيج والألبسة والأجهزة إلكترومنزلية وصلت في بعضها إلى 90 بالمائة مرجعة السبب إلى التأثر السلبي لشركات الإنتاج المحلية وكذلك تضرر موردين آخرين للمغرب. وحدد القرار أكثر من 100 منتوج يستورده المغرب من تركيا يشمله رفع الضرائب بشكل جزئي أو كلي وهذا ما اغصب الساسة الأتراك واعتبروه أنه قرار مجحف في حقهم وأنه خرق لبنود إتفاقية التبادل الحر بين تركيا والمغرب.
القوى الدولية جميعها تعرف اللعب على الوتر الحساس في العلاقة بين المغرب والجزائر فكل من يريد أن يتمتع مثلا بخيرات الجزائر عليه أن يعادي المغرب والعكس صحيح لذلك تركيا كدولة عظمى تعرف من أين يؤكل الكتف فبعد المشكل مع المغرب اتجه الأتراك إلى الجزائر مباشرة وهذا بالضبط ما جسده خطاب أردوغان عندما قال للمسؤولين الجزائريين “من يتقرب منا خطوة نقترب منه بـ 10 خطوات” في رسالة مشفرة بين السطور لا يفهمها إلا من يعرف خبايا الصراع الاقتصادي العالمي فقد أشارة إلى المغرب الذي ابتعد عن تركيا بخطوة والجزائر التي اقتربت من تركيا بخطوة وأضاف أن حضور هذا العدد الكبير من رجال الأعمال الأتراك إلى الجزائر دليل على ثقة الأتراك في الجزائريين مما يشكل فرصة للبلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي مشددا على أهمية تطوير الأعمال في الشق الاقتصادي واصفا الجزائر بأنها جزيرة استقرار سياسي واقتصادي مقارنة مع دول الجوار (والتي من بينها المغرب كما هو معروف) وهو ما يمنح الجزائر فرصة لجذب الاستثمارات التركية وبينَ أن التبادل التجاري بين البلدين والمقدر بـ 3,5 مليار دولار بحاجة إلى تدعيم موضحا بأنه تحادث مع الوزير الأول احمد اويحيي بهذا الخصوص لرفع هذا المستوى من المبادلات إلى حدود 5 ملايير دولار خلال فترة قصيرة على أن تصل إلى مستويات اكبر وأكد اردوغان بأن فرص تطوير هذه العلاقات التجارية كبيرة ويمكن أن تصل إلى حدود 10 ملايير دولار .
وفي الأخير هذا ما كسبه السلطان اردوغان في غزوته للجزائر فقد تم توقيع اتفاقية بين سونطراك وشركتين تركيتين للاستثمار في مجال البتروكيمياء بقيمة إجمالية تقدر بـ1 مليار دولار لانجاز مصنع لإنتاج البروبيلان بطاقة إجمالية تقدر بـ 450 ألف طن سنويا ثم التوقيع على 7 اتفاقيات اقتصادية كبرى في مجالات الفلاحة والزراعة الغذائية والطاقة المتجددة بقيمة 10 ملايير دولار وفي الأخير التوقيع على صفقة توريد الأسلحة التركية للجزائر وتشمل هذه الصفقة الكبرى طائرات من دون طيار ومقاتلات نفاثة ومروحيات عمودية وصواريخ طراز (إس إس 30) بقيمة نصف مليار دولار نعم الأتراك ربحوا ملايير من الدولارات ولكن ما يضحكني أن المسؤولين يقولون هنيئا لأتراك بأموال الجزائر (زْكَارَة في مروك) ولكن السؤال المطروح ماذا استفاد الشعب من هذه (زْكَارَة).