يجب على الشعب الجزائري بجميع أطيافه أن يتحد يدا بيد لتحقيق مطالب الجميع وأولها حقوق الإنسان فثورة حقوق الإنسان تصلح ما أفسدته السياسة فقد نتج عن تفرقنا وصمتنا قائمة طويلة من الأمراض السلوكية والفكرية والخضوع الإقتصادي و السياسي والتبعية الثقافية والفكرية وفساد النخب الحاكمة والمعارضة وحتى الإسلامي منها والتي إنجرفت وراء مادية العصر فتحول الدين معها إلى تجارة والإفتاء إلى نشاط إقتصادي وصفقات لقنوات تافهة.
نعم جاء الوقت لكي نستفيق ونمسح أعيننا ونغسلها بالماء والملح إن استدعت الضرورة حتى تزول تلك الغشاوة التي غلفت المقلاة الجزائرية جاء الوقت لنتكتل وننهض ونصحو الصحوة الكبرى الصحوة التي تجمع كل الفئات البشرية والعمرية الصحوة التي ستقف حجرة عثرة ضد كل من سولت له نفسه خيانتنا والكذب علينا وسرقة أموالنا ونهب خيرات بلادنا والحكم علينا بالقهر والعيشة المتدنية واللا إنسانية فلنجرب ولو مرة واحدة في حياتنا أن نتحمل اعتناق مسؤولية هذه البلاد وهذا الشعب المغلوب على أمره هذا الشعب الذي أعياه الكلام المعسول والوعود غير المنفذة هذا الشعب الذي ضاعت حياة كل طبقاته المتوسطة والفقيرة ومعطليه مابين الزيادات المعيشية المتتالية والفقر المتزايد والهوة الشاسعة بين أفراده فلنجرب إذن أن نهتم بشؤوننا بأنفسنا ولا نتركها في يد من هب وذب وأن لا نكون مجرد بيادق تلعب بها الأيادي السياسية المقنعة التي احترفت التمثيل والتزوير والكذب علينا لسنوات عديدة وألفت الغطاء الوثير والكراسي الفاخرة والجيوب المكتنزة والأسفار والرحلات المتتالية والنهب تلو النهب فيا أبناء بلدي إن العيب فينا نحن نعم وليس فيهم هم فنحن من كبر ونفخ أوداج بعض المرتزقة ونحن من علمناهم السرقة وشجعناهم على النفاق نعم نحن المسئولون الأولون لأننا لم نعرف الاختيار ولم نمعن النظر في من سيحل مشاكلنا ومن سيدفع بسفينة البلاد نحو بر الأمان ومن سينقذ أبناء شعبنا من كل أنواع الإحباط والموت البطيء نعم العيب فينا نحن من نرى أزهار بلادنا من الأطباء والأساتذة والطلاب والعمال والمعطوبين من الجيش يعنفون بكل وحشية ونسكت ونتفرج لذلك فالحل الوحيد هو أن نتوحد ونبين لنظام هــــــل فرق الضرب هذا الشمل أم جمعَا؟!.