تتفاقم معاناة سكان المناطق الجبلية في ولايات جيجل وتيزي وزو وبجاية وبومرداس وبرج وبوعريريج والبويرة وسطيف وباتنة وخنشلة وأم البواقي بعد التساقطات الثلجية التي تغلق المنافذ والممرات التي يسلكها الجبليون لولوج مراكز التموين والتطبيب أو التبضع بالأسواق القريبة من التجمعات السكنية المعزولة عن العالم الخارجي ما يحول حياة مواطنيها إلى جحيم بعد أن تسد في وجوههم أبواب الحياة التي تتحول إلى قطعة من العذاب يكتوي بنارها السكان المحرومون من أبسط شروط العيش الكريم.
ورغم ناقوس الخطر الذي يدقه سكان المناطق الجبلية لحث المسؤولين على مضاعفة جهودهم لتبديد كل الصعاب التي تعترض حياتهم بعد التساقطات الثلجية فإن تراكم المشاكل تتضاعف في فصل الشتاء والذي يساهم في عزل سكان القرى والمداشر عن العالم الخارجي وبالتالي تزداد معاناة السكان الذين يكابدون الحرمان بسبب صعوبة الولوج إلى المرافق الحيوية التي تتطلب قطع مسافات طويلة لنقل امرأة حامل مثلا حان وقت وضعها لكن غياب وسائل المواصلات وعدم القدرة على الولوج إلى المستشفيات يؤديان إلى وفاتها وبالتالي ترتفع أعداد وفيات النساء الحوامل في المناطق الجبلية لغياب إمكانيات الإنقاذ جراء انعدام إستراتيجية واضحة تعيد إلى سكان المناطق الجبلية كرامتهم. وتتوحد معاناة سكان المناطق الجبلية بعد التساقطات الثلجية في موسم الأمطار التي تعزلهم عن العالم الخارجي إذ يظلون فترات زمنية محاصرين في منازلهم الواطئة لا يستطيعون الولوج إلى الأسواق ولا المستوصفات الطبية القريبة من التجمعات السكانية بل يحرم أبناؤهم من الدراسة ما يساهم في ارتفاع وتيرة الهدر المدرسي في المناطق الجبلية.
ودعا المواطنين إلى عدم تحميل مسؤولية معاناة سكان المناطق الجبلية والقروية إلى فصل الشتاء مشيرين إلى أنه لا يمكن اختزال مشاكل ساكنة الجبال والقرى في البرد والحطب والسكر والزيت معتبرين أن فصل الشتاء هو الذي يأتي بالغيث والمطر والثلج محملين مسؤولية معاناة سكان تلك المناطق للحكومات المتعاقبة التي أنتجت حالة الإهمال المستمر.فالجيل الجديد يرفض العيش على هامش الوطن وأن يتسول في بلده لأنه يريد أن يعيش كمواطن وليس كمتسول كما أن ساكنة العالم القروي لا تريد أن يتم التعامل معهم كمساكين لأننا ليسوا كذلك فهم مواطنين ولهم حقوق.