استبشر الجزائريون عموما والفلاحون على وجه الخصوص خيرا بالأمطار المتهاطلة على بلادنا كونها بشير خير ورزق للبلاد والعباد إلا أن هذه الأمطار والتي تساقطت لمدة زمنية تعد بحوالي ساعتين جلبت الكثير من الخسائر المادية وكشفت عن خفايا وثغرات في غاية الخطورة إذ بينت مدى ضعف البنية التحتية ومرافق الصرف الصحي غير السليم في جميع الولايات والتي ارتفع فيها منسوب المياه في العديد من الأحياء والشوارع في مشهد يتكرر كلما حل موسم الأمطار.
فالعيب يا سادة ليس في الأمطار بقدر ما هو في قصر نظر مسؤولينا وفشلهم وإهمالهم وسرقتهم للميزانيات فمن المفروض انه تم رصد الملایین من أجل تأسیس بنیة قویة وجیدة . وھذا یطرح أكثر من نقطة استفھام ویدفع إلى التساؤل عن الأسباب الحقیقیة لتردي وإھمال البنیة التحتیة بمدننا ؟؟؟ لقد شھدت مختلف الولایات تساقط كمیات متوسطة من الأمطار أستبشر بھا الفلاحون والجزائريون عامة إلا أنھا كشفت ھشاشة البنیة التحتیة وغرقت العدید من المدن والأحیاء في العاصمة وغیرھا من الولایات على غرار ولاية تيارت في المیاه والأوحال بسبب فیضان مسالك الصرف الصحي . في 10 دقائق من الأمطار الغزیرة كانت كافیة لتعري كارثة البنیة التحتیة في أغلب المدن رغم تشدق المسؤولین بانجازاتھم التي لا یمكن حصرھا فالأمطار الغزیرة تسببت في سیول كثیرة بمختلف شوارع ولاية تيارت ما أدى غمر المیاه لمجموعة من المنازل خصوصا في المناطق التي تقع في المنحدرات وحسب الفیدیوھات التي وثقھا شھود عیان جرفت السیول لعربات كما أن الفیضانات ھمت بعض الأحیاء الشعبیة التي تعرف نقصا حادا في قنوات الصرف وغرقت معظم شوارع وأزقة المدینة مكلفة بعض الأسر خسائر مادیة حیث ظلوا یخرجون المیاه من بیوتھم التي تسببت في إتلاف المعدات والأغراض التموینیة والأثاث المنزلي ما أجج غضب القاطنین ونددوا بما أسموه الغش في إحداث قنوات الصرف الصحي وعدم تجدید القدیمة منھا . إضافة إلى ذلك تسببت التساقطات المطریة في عرقلة السیر بالنسبة للراجلین أو مستعملي السیارات حیث عانوا المواطنین في قطع الشوارع للعودة إلى منازلھم مما خلق استیاء كبیر ومعاناة جمة لدیھم . كما غمت المیاه الشوارع وتضررت بعض المؤسسات العمومیة من السیول وقطعت العدید من الطرق وبالتالي أضحت عدة أحیاء محاصرة تنتظر من یغیثھا فأطلق عدد من أھالي منطقة نداء استنكار لحال الولاية بعد أن غمرت المیاه منازلھم وتسببت في محاصرتھم داخلھا .
بعدما قال حداد وولد عباس أن الجزائر أفضل من السويد والولايات المتحدة تهاطلت الأمطار لتفضح كلامهم وكذبهم وتبين غشهم وسرقت المسؤولين لأموال الشعب عن طريق تضخيم ميزانية مشاريع البنية التحتية.