بعدما انتشار أخبار عن وجود ثورة بيضاء داخل حزب أويحيى ضده قام الأمین العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحیى بإجراء تغییرات على تركيبة المكتب الوطني لـتجمع الوطني الديمقراطي وأوضح الحزب عبر حسابه الخاص على الفيسبوك أن المجلس الوطني للحزب يجري تعديلا على تشكيلة المكتب الوطني للحزب من خلال انتخاب بن مرابط فؤاد ومخرف صليحة عضوين للمكتب الوطني خلفا لعبد السلام بوشوارب وفوزية بن سحنون وبهذا يستبق أويحيى أي ثورة لإطاحة به. وعن سر غيابه الأخير أكّد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد في ختام الندوة الوطنية للتحول الطاقوي والتي نظمها المنتدى على مدار 3 أيام بقصر المعارض بالعاصمة أن غياب الوزير الأول السيد أحمد أويحيى عن الافتتاح كان بسبب المرض قائلا اتصلت به يومها واعتذر لي عن عدم الحضور بداعي المرض وأضاف رئيس المنتدى في السياق ذاته إنها مجرد بلبلة والدليل هو حضور العديد من الوزراء في الحكومة والوزراء السابقون.
مما لا شك فيه أن الصراع السياسي الراهن في البلاد بين الأحزاب السياسية والقوى الوطنية والتيارات الفكرية له جذور تاريخية وتراكمات سياسية واجتماعية وله أيضا أبعاد إقليمية ودولية كانت بمثابة النار المغطاة بالرماد أو كما يقال مثل جبل الجليد المغطى بمياه البحار والمحيطات، ولكي نفهم طبيعة الصراع السياسي الراهن في الجزائر لا بد لنا من الأخذ في الاعتبار تناول الجذور والمسببات والإشكالات التي كانت تتوقد وتلتهب في الخفاء قبل أن تتحول إلى بركان متفجر ظاهر للعيان.فحياتنا السياسية تنخرها الأعطاب الكثيرة والمتنوعة لأنها أساسا لا تخضع لأي منطق ولا لأي منظومة أخلاقية تقيها الانزلاقات والمطبات وإن كانت محصنة في بعض الحالات بدساتير مكتوبة أو قوانين تنظيمية ففي الكثير من الأحيان يتم القفز على كل هذا بإحداث تغييرات جدرية عليها تفقد اللعبة أهدافها الجوهرية باعتبارها وسيلة فعالة لتجديد الدماء في أوصال الدولة. فكل من يتسلم السلطة يعض عليها بالنواجد فتجده حالما يستتب له الأمر يبادر إلى تجريف الحقل السياسي بإفراغه من جميع المعارضين الحقيقيين أو المتخيلين سجنا أو نفيا أو اغتيالا… وإذا خلت له الساحة لوحده وابتدأ مسلسل التراجع في جميع المجالات وبدأ المواطنون في التذمر والتشكي اشتكي هو أيضا وتذمر من عدم ظهور إنجازاته العصماء ومشاريعه الملهمة على اقتصاد البلد وازدهارها ولربما استحدث لنفسه معارضة على المقاس حين يمل من الركض بمفرده في حلبة سباق الوطن ليقنع نفسه أنه ما زال قادرا على المنافسة فيستمر في الحكم إلى ما لا نهاية وفي الأخير يجد نفسه خارج التاريخ.