يعتبر الطلاق ظاهرة اجتماعية خطيرة تعاني منها المرأة قبل الرجل في صراعها المستمر مع الزمن و ضغوطات المجتمع لكن على الرغم من الأهمية التي يكتسيها الطلاق في حياة البشرية و مستقبلها إلا أنه لم يحظ بالاهتمام و الدراسة الكافيين من طرف الباحثين و علماء الاجتماع من أجل الكشف عن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق وعن آثاره على كل من الرجل والمرأة هي أسباب قد تكون نفسية اقتصادية اجتماعية ثقافية داخلية أو خارجية.
فقد كشفت إحصائية حديثة لوزارة العدل ارتفاع قضايا الطلاق في الجزائر بنسبة 10% خلال عام 2017 فقد تم تسجيل 68 ألف حالة طلاق في 2017 مقابل 63 ألفا في 2016.معظمها بسبب الخلافات بين الزوجين. وأبرزت الإحصائية تفوق النساء على الرجال في طلبات الطلاق إذ رفعن 41728 قضية مقابل 26547 للرجال وذكرت الوزارة أن عدد القضايا المسجلة يوميا تجاوزت 191 قضية وأشار إلى أن الرقم يتزايد بوتيرة سريعة حيث انتقلت من 29 ألف حالة عام 2010 إلى 63 ألف حالة نهاية عام 2016.ويعتقد خبراء في القانون أن انفجار ظاهرة الطلاق بدأت بعد 2005 حينما تم تعديل قانون الأسرة الجزائري الصادر عام 1984 بأن انتقل المشرع من مبدأ العصمة الزوجية بيد الزوج وحده باعتباره رب الأسرة إلى مبدأ قانوني جديد هو الكل يطلق حيث مكن لزوجة أن تخلع زوجها نهائيا بمجرد تسجيلها لعريضة دعوى قضائية أمام المحكمة ثم تحجز موعد جلسة للتوقيع على محضر صلح ليصدر الحكم في أجل أقصاه ثلاثة أشهر دون الحاجة لحضور الزوج أو الاستماع لتصريحاته وبمجرد صدور حكم الخلع يصبح غير قابل لأي طعن من طرف الزوج ولو كان غائبا عن القضية.وأرجع خبير إجتماعي هذه الزيادات أيضا لقانون الأسرة الجزائري 2005 بعد تطبيقه كونه فتح الباب أمام النساء المتزوجات ليطلبن الطلاق ويحصلن عليه حتى لو كان الطلب مشفوعا بأسباب بسيطة وواهية. و من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق حتى لا يقال أننا نتهكم على القانون الأسباب الاجتماعية وتتمثل في نوعية المعاملة بين الزوجين (العنف الإهانة عدم الاحترام عدم الانسجام الإهمال عدم تحمل المسؤولية مصاريف البيت تربية الأطفال الصراع الدائم من أجل الهيمنة على الآخر…) كلها عوامل تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الطلاق و يشير أصحاب البدلة السوداء في هذا الإطار إلى أن أغلب حالات الطلاق التي ترد على مكاتب المحاماة تكون بسبب العنف الموجه ضد الزوجة بحيث يتفنن الزوج في استعمال مختلف وسائل العنف التي تتوفر لديه من أجل معاقبة المرأة على ذنب لم ترتكبه فأي امرأة معرضة لهذا العنف مهما كان مستواها الثقافي و الاقتصادي و الاجتماعي هذا العنف الذي يتفشى في مختلف الأوساط الاجتماعية الراقية والمهمشة و أحيانا يعود الزوج إلى البيت تحت تأثير الخمر أو المخدرات فيعنف زوجته و أحيانا ترجع أسباب الطلاق إلى الخيانة الزوجية التي يتسبب فيها أحد الطرفين بسبب الإهمال العاطفي والجنسي و هناك أسباب أخرى لا تفصح عنها المرأة لأنها أكثر حميمية بالنسبة إليها.