قناة الشرور يوميا تقول أنها الأكثر متابعة وأنها الأكثر مصداقية وأنها المنبر الحر للجزائريين حتى أصبنا بالصداع الضغط العصبي بكثرة هذا الكلام فهذه القناة كتبت مقال بعنوان بايرن ميونيخ يهنئ الجزائريين جاء فيه أن فريق بايرن ميونيخ الألماني هنأ الجزائريين بحلول السنة الميلادية الجديدة 2018 وذلك في تدوينة له على حسابه الرسمي في موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك. وكتب النادي البافاري مهنئا الجزائريين قائلا نتمنوا لكم عام جديد مليء بالبطولات !!! شكراً على دعمكم على مدار عام 2017 ؟؟. وأرفق البايرن تغريدته أيضا بصورة لتشكيلة الفريق واضعا عليها العلم الجزائري إلى جانب شعار الفريق وتحتهما كلمة شكرا ؟؟؟ !!!!.
ولكن بمجرد أن قرأ الجزائريين الخبر هجموا على الصفحة الرسمية لفريق بايرن ميونيخ الألماني فوجدوا الصورة الحقيقية لا علاقة لها بصورة الموقع المذكور والذي استخف بعقول الجزائريين وقدم دعاية مجانية لصفحة فريق بايرن ميونيخ الألماني فعدد الجزائريين الذين زاروا صفحة بايرن ميونيخ يفوق عدد سكان قطر.هذا النوع من أخبار ليس غريب على صحافة النظام فهو يدخل في سياسة الإستحمار والإستحمار هو كل ما يسلب الوعي والنباهة وحسب المفكرين فإن كل دافع يفضي إلى سلب تلك النباهة هو دافع استحماري مهما كان ذا صيغة إعلامية أو دينية سواء كان هذا الدافع علمياً أو حتى مدنياً حضارياً فهو لا يعبر إلا عن دعوة كاذبة عاقبتها العبودية وسحق الذات لأنها ليست إلا تخدير للأفكار. وتقوم دينامية الإستحمار على اتجاهين اثنين 1- التجهيل وهو الدفع إلى الجهل والغفلة 2- الإلهاء وهو تقديم الجزئي على الكلي أو الإلهاء عن الحقوق الأساسية بالحقوق الجزئية. والأجهزة الإعلاميَّة بالجزائر خاصّة الموجه من قبل النظام هي أهم أدوات الإستحمار فهي تشحن المواطنين إن شاءت وتفرغهم إن أرادت وتشعرهم بالتخمة حتى التجشؤ إذا قررت ذلك وتشعرهم بالجوع حتى السقوط إذا اقتنعت بأنَّ لها في ذلك مصلحة ولذلك المواطن مطالب أن يميز بين من يريدون استحماره واستغفاله ومن يريدون توجيهه وتعليمه والرقي به فإذا لم تكن قادرًا على الاجتهاد في المسائل التي تعرض لك في الحياة فعلا الأقل أن تبذل جهدًا في اختيار (القنوات والجرائد والمواقع) التي تريدها وذلك أضعف الإيمان. فهذا الابتلاء (إعلام النظام) الذي ابتلى الله به شعب الجزائر يستطيع المواطن مواجهته وهو جالس على أريكته أمام التلفاز أن يتنقل بين مئات المحطات التي تعج بكل شيء وكلها تستهدف أسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا وبعضها يريد استحمارنا وبعضها يريد استعمارنا وبعضها يريد ابتزازنا وبعضها وبعضها ولا شك أنَّ بعضًا منها وهو الأقل يريد تعليمنا أو الرقي بوعينا ويقوي إدراكنا بقي علينا فقط أن نجتهد فيما نسمع وفيما ندع لكي نستمع القول ونقرا المقال فنتبع أحسنه.