انفجرت أذاننا بصراخ المسؤولين الكبار في البلاد وهم يقلون أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة وأن علاقة الجزائر بإسرائيل خط أحمر و أن إسرائيل متخوفة من الترسانة العسكرية للجزائر إلى غيرها من الأخبار التافهة التي يحاولون ترويجها عبر صحفيين مأجورين لركوب على موجة القضية الفلسطينية.
نظرا لسياسة الانفتاح الإعلامي التي تفرضها قوانين الدول المتقدمة على المؤسسات الكبرى لنشر صفقاتها واستثماراتها فقد كشف النائب عن الإتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لخضر بن خلاف عبر سؤالا شفويا لوزير الطاقة مصطفى قيطوني عن استيراد مجمع سونالغاز لمعدات مصنوعة في إسرائيل و تم تركيب بعضها والآخر لم يتم تركيبه بعد وجاء في نص السؤال الذي نشره النائب على صفحته على الفيسبوك رغم الجهود التي تقوم بها مصالح الجمارك لمنع محاولات إغراق السوق الوطنية ببضائع ذات منشأ اسرائيلي !!! إنفلتت بين أيديها معدات مصنوعة في إسرائيل؟؟؟ ومكتوب عليه “Made in Israël” تم استيرادها من طرف مجمع سونلغاز لصالح أحد فروعه وهي “الشركة الجزائرية لإنتاج الكهرباء والغاز” وقد تم استلامها من طرف شركة “التركيب” (ETTERKIB) بتاريخ 03 أبريل 2017 ويضيف النائب أن المعدات هي الآن موجودة على مستوى أحد فروعها ببلدية بوتليليس بولاية وهران كما يبين المحضر والصور المرفقة وهي تنتظر تركيب ما تبقى منها أنا سأجيبك حضرة النائب على سؤالك الغبي كيف إنفلتت بين أيديهم معدات مصنوعة في إسرائيل؟؟؟ فعلى الرغم من أن العلاقات التي تربط إسرائيل بالجزائر لم تأخذ طابعاً رسمياً وعريضاً حتى الآن إلا أنها على الأقل تأخذ منحاً متصاعداً بشكل لافت سواء في المجال الاقتصادي أو ألاستخباراتي أو الدبلوماسي فقد كشف تقرير عن مركز الكونگرس للأبحاث أن التطبيع الاقتصادي بين إسرائيل والدول العربية من بينها الجزائر يتأسس على تحقيق المصالح الإسرائيلية وذلك من خلال الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية بحيث يكون التطبيع بين العرب وإسرائيل لا يعنى مجرد إقامة علاقات تجارية أو دبلوماسية وإنما يشمل مراجعة لمفاهيم الصراع ولفهم التاريخ والمنطلقات الدينية أي يجب أن يكون عملية قلب جذرية للنظرة العربية والإسلامية تجاه إسرائيل فالاتفاقيات التجارية مثل اتفاقية سونلغاز وباقي الشركات الكبرى الجزائرية مع الشركات الإسرائيلية توفر لإسرائيل اعترافًا قانونيًا بسيادتها كدولة ولكن هذا الاعتراف لا يوفر لها شرعية وجودية لدى الشعوب العربية ومن ثم فإن التعاون الاقتصادي يعد أهم الوسائل لتحقيق أهدافها.
وتأخذ الصادرات الإسرائيلية للجزائر ثلاثة أشكال أولها المعدات الصناعية المتطورة والزراعية مثل معدات الري ولقاحات التطعيم الحيوانية والمعلومات التكنولوجية ومكوناتها بالإضافة إلى البرامج والأجهزة الإستخباراتية وهذه العلاقات التجارية لم تكن لتوهب لها الحياة لولا وجود علاقات دبلوماسية سرية سبقتها ومهدت لها الطريق ووفرت لها الظروف المناسبة وقد كشفت شعبة الإستخبارات الإسرائيلية الموساد في الآونة الأخيرة عن وجود علاقة سرية بين دبلوماسي إسرائيلي ومسئول جزائري كبير كان يشغل منصب استخباراتي مهم.