وتحت عنوان بالبُنْط العريض الأحزاب السياسية لن تكتفي بالتنديد والاستنكار على مقام به ترامب نشرت صحافة النظام (الصفراء) مقال يبعث الرعب في الرئيس الأمريكي فأنا أتخيل أن ترامب بمجرد أن يقرأ العنوان لن يستطيع نوم من شدة الخوف فهو يعرف قوة الأحزاب في بلادنا والتي تطيح بأي مسؤول فاسد وتستطيع تغيير الرئيس في أي لحظة ولكن لظروف إنسانية وبسبب مرض الرئيس لم ترد تغييره بالله عليكم هذه الأحزاب والتي لا تستطيع تغيير حفاضات الأطفال تتكلم وكأنها قادرة على تغيير العالم.
غالبيَّة المواطنين لا يرونَ في البلاد أحزابًا سياسيَّة يمكنُ الوثُوق فيها والسببُ في عدم ثقة المواطنين في الأحزاب هو أنَّ الحركي أفرغ العمل السياسي من مضمونه حتى أنَّه لمْ تعد الفروق قائمة بين الحزب والآخر على اعتبار أنَّ التدبير في الواقع ليس لبرامج الأحزاب التي يصاغ الكثير منها في مواسم الانتخابات من قبل الحركي. فالذاكرة السياسية للمواطنين تنطوي على تجربة مريرة مع الأحزاب السياسية كونها لم تستطع أن تنتقل بالشعب إلى مرحلة أعلى من الحياة الحرة على خلافا الأحزاب السياسية في المجتمعات المتطورة فالحزب السياسي في بلدنا غالبا ما يضع مصالحه وأفراده في مقدمة اهتماماته متناسيا أن الهدف الأساسي من تشكيل الأحزاب ليس الحصول على المناصب والاستئثار بالسلطة بقد ما يتعلق الأمر بتقديمه للخدمات الكثيرة لعموم أفراد الشعب من دون امتيازات أو قوة أو جاه أو استغلال للموقع الرسمي في الحزب والدولة لذا ينبغي للحزب إذا أراد كسب شعبية الناس أن يقدم مصالحهم على مصالحه أولا وهذا الذي لم نشاهده لأن الحياة الحزبية تحولت إلى مجال لتصفية الحسابات السياسية والشخصية إلى درجة العبث المقيت فالنزعة الانقسامية لا تفهم فقط من داخل نفس الحزب الواحد حين يتحول فيه الاختلاف في الآراء إلى توجهات ثم إلى تيارات ينتهي كل منها أخيراً إلى خلية حزب جديد بالانشقاق بل إنها تفهم كذلك من داخل المشهد الحزبي ككل حين يتشتت ويتشرذم كنتيجة لعدم تحديد نسل الأحزاب المتكاثرة ليس طبيعياً ولكن بالاستنساخ فتضيع وحدة الصف خاصة حينما تجد نفس التصور الفكري ونفس البرنامج لدى مجموعة لا يفرق بينها سوى التهافت على الأسامي. فالأحزاب في المنظومة السياسية ببلادنا غير قادرة على إثبات ذاتها في ملعب النسق السياسي وبالتالي لا تستطيع تحصيل دور مميز فيه خاصة بعدما أصبحت تفتقد تدريجاً السند الشعبي الذي هو المقياس الحقيقي لنهوضها بدورها التأطيري للمجتمع.
كل الأحزاب السياسية تلهث وراء المناصب فقط ويستغلون الحالة الإجتماعية للشعب ببرامج معسولة حتى يصلوا ثم بعد ذلك ينقلبون على هذا الشعب المقهور لأحزاب السياسية تنفد أوامر الحركي ليس لديها برامج وحتى إن كان لديها فهي لا تستطيع فعل شيء سوى تطبيق التعليمات و إرضاء العسكر ولا شيء غير إرضاء العسكر فهم من يحكمون البلاد أما الإنتختبات ودولة الحق والقانون ما هي إلا تمويه للعالم أننا فعلاً دولة ديمقراطية فكفى من الركوب على موجة القضية الفلسطينية فأنتم لا تستطيعون تخويف ذبابة.