لكل دولة في العالم رجالاتها منهم من يذكره التاريخ ومنهم من يذهب الى مزبلة التاريخ الرجل الذي سنتحدث عنه رجل بألف رجل انه الدكتور مهاتير محمد. ولد الدكتور مهاتير محمد في ديسمبر عام 1925 و درس الطب بسنغافورة ثم الشئون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الامريكية عام 1967 كانت له رؤيته التي أوصلت ماليزيا لما هي عليه الان من دولة زراعية تصدر سلع بسيطة الى دولة صناعية متقدمة.
بداية قام مهاتير محمد بتأليف كتاب معضلة الملايو عام 1970 وهو الكتاب الذي وضع فيه كل افكاره وتصوره لتغيير عقلية الشعب واتهم فيه الشعب المالاوي بالكسل ودعا فيه الشعب لثورة صناعية تنقل ماليزيا من إطار الدول الزراعية المتخلفة إلى دولة ذات نهضة اقتصادية عالية . وهذا الفكر طبقه عندما تولى رئاسة وزراء ماليزيا عام 1981 ليبدأ في مسيرة اصلاح و تنمية شاملة للدولة في خطة اسمها ماليزيا 2020 و هو العام الذي اتخذه هدفا لوصول ماليزيا لمصاف الدول المتقدمة. رغم انه وصل الى مبتغاه سنة 2000.
اعطى دكتور مهاتير محمد اهتمامه بالتعليم منذ مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية فجعل هذه المرحلة جزءًا من النظام الاتحادي للتعليم واشترط أن تكون جميع دور الرياض وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية وتلتزم بمنهج تعليمي مقرر من الوزارة. كما تم إضافة مواد تُنمي المعاني الوطنية وتغرز روح الانتماء للوطن. ومن بداية المرحلة الثانوية تصبح العملية التعليمية شاملة فبجانب العلوم والآداب تدرَّس مواد خاصة بالمجالات المهنية والفنية والتي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم وهذا ما اعطى لماليزيا جيل ذهبي سيحقق نهضة كبيرة.
اهمية الانترنت :
بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999 أكثر من %90 وبلغت هذه النسبة في الفصول الدراسية %45 كما أنشأت الحكومة الماليزية العديد مما يعرف بالمدارس الذكية التي تتوفر فيها مواد دراسية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنية الجديدة وذلك من خلال مواد متخصصة عن أنظمة التصنيع المتطورة وشبكات الاتصال ونظم استخدام الطاقة التي لا تحدث تلوثًا بالبيئة.
بجانب الحرص على الاستفادة من النظم التعليمية المتطورة في الدول المتقدمة تم إنشاء أكثر من 400 معهد وكلية جامعية خاصة تقدم دراسات وبرامج توأمة مع جامعات في الخارج كما أتاحت الفرصة للطلاب الماليزيين لمواصلة دراستهم في الجامعات الأجنبية وهذه الخطط هي التي كانت سبيل الى مرحلة النهضة اقتصاد
الأداء الاقتصادي لماليزيا في الفترة المهاتيرية بدا في استثمارات في القطاع الصناعي حيث أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي بإجمالي رأس مال وصل إلى 220 مليار دولار وقد شكلت المشروعات الأجنبية حوالي %54 من هذه المشاريع بما يوضح مدى الاطمئنان الذي يحمله المستثمر الأجنبي لماليزيا من ناحية الأمان وبالتأكيد ضمان الربحية العالية بينما مثلت المشروعات المحلية %46 من هذه المشاريع.
هذه المشروعات وفرت مليوني وظيفة للمواطن الماليزي إلى جانب الفائدة الكبرى المتمثلة في نقل التقنية الحديثة وتطوير مهارات العمالة الماليزية. أيضًا تحققت في فترة ولاية مهاتير محمد طفرة ملحوظة في مشروعات الاتصالات والمعلومات التي كانت تحظى باهتمام ودعم حكومته كعنصر مهم من عناصر خطته التنموية وكان يسميه الاقتصاد المعرفي وبالفعل أصبحت ماليزيا محطة إقليمية وعالمية في مجال صناعة الاتصالات والمعلومات والإنترنت.
في مجال السياحة قرر أن تكون عائداتها في عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 1981 لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً و حّول المعسكرات اليابانية التي كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية. لتصبح ماليزيا مركزاً عالمياً للسباقات الدولية فى السيارات والخيول والألعاب المائية والعلاج الطبيعي….
وبعد أن قام الدكتور مهاتير محمد بأداء رسالته أعلن استقالته من جميع من مناصبه الحزبية في قراره التاريخي عكس ما يقومه اصحاب القرار في الجزائر يجلسون في المنصب ويلتصقون بالكرسي حتى يأخذهم الموت .