المواطنون لكثرة حنقهم وغضبهم بسبب كل الفضائح التي نكتب عنها يوميا دون أن يروا أن ما نكتبه تتبعه تحقيقات واعتقالات في حق الذين يثبت تورطهم في اختلاس المال العام أصبحوا يتساءلون عن الجدوى من وراء ما نكتبه ودار لقمان على حالها هذا ما يقولونه في جلساتهم داخل المقاهي وفي مقرات العمل وفي البيوت.
ولكن في قرارة نفسي أقول كيف لا اكتب وفي وطني تطالعنا الحكومة كل صباح بمئات المشاريع الوهمية وبمليارات الدولارات التي تصرف على هذه المشاريع ولو نفذت تلك المشاريع في سنتين فقط لكنا من الدول العظماء لكنها تلك المليارات والمشاريع تذهب إلى جيوبهم كيف لا اكتب وفي وطني المسؤول يصبح تاجر والتاجر يصبح مسؤول والمواطن هو المواطن عليه واجبات كثيرة جداً بل أنها فوق طاقته وليس لهُ حقوق ولا حول ولا قوة له إلا بالله كيف لا اكتب وفي وطني التوظيف بالتقاسم والمحاصصة لأبناء هذا الوطن كيف لا اكتب وفي وطني الحكومة من برامجها السنوية السفر والعلاج للموظفين ونسو أن هناك مواطن وشعب يحتاج إلى برامج تنمية ولم يعلموا إن سعادتهم وبقائهم من سعادة وبقاء المواطن كيف لا اكتب وفي وطني يتحاورون للتقاسم والمحاصصة فهل سيتقاسمون هموم المواطن وفقره والبطالة المستشرية بين شبابه فكيف لا اكتب وفي وطني الظالم عادل والقاتل بريء والسارق نزيه والغني فقير والجاهل عالم والعميل وطني فكيف لا اكتب وفي وطني جُرع للمواطن الكثير غلاء في المعيشة وفواتير الماء والكهرباء في ازدياد ويريدونك أن لا تموت بل أنهم على قنواتهم الفضائية يتحدثون عن المواطن على أنه بخير ولا يحتاج شيء بل كل الأشياء الحياتية موفره له ولكنه لا يعرف أنها موجودة كيف لا اكتب وفي وطني هناك إختلالات وفساد في كل مرافق الدولة من الأمن والضرائب والقضاء وغيرها والمصيبة أن كل هذه المشاكل يعرفها المواطن ولكن لا يعرفها المسؤول فكيف لا اكتب وفي وطني غابت المسألة والمحاسبة والمراقبة ( من أين لك هذا ) وتغيرت وأصبحت ( كم لديك من هذا ) ليسرق من يسرق وينهب من ينهب دون حسيب أو رقيب فكيف لا اكتب.
الناس يعتقدون أننا كصحافيين مطالبون بالقيام بواجبنا في مراقبة طرق صرف المال العام وفوق ذلك يطلبون منا أن نمارس سلطة الشرطة القضائية وهذا طبعا غير ممكن لأن سلطة الصحافي تنتهي عند حدود النشر أما فتح التحقيقات والمتابعات والاعتقالات فتلك أمور تدخل في اختصاص سلط أخرى يجب أن تظل مستقلة عن سلطة الصحافي. ويبقى السؤال الذي يؤرق الناس هو لمن نكتب وما جدوى أن نكتب إذا لم يكن هناك تكامل بين سلطة الصحافة والسلطة التنفيذية لمحاسبة المسؤولين.