أولا قبل أن نتكلم عن ضعف مستوى المعلم في بلادنا علينا أن نتكلم عن ضعف أجرته فقد وضع تقرير أصدره مركز أبحاث التعليم العالي التابع لجامعة شيكاغو الأمريكية الجزائر في المرتبة الأخيرة بين الدول العربية التي أجرى عليها مسحا يطال رواتب المعلمين والمدرسين كأقل المعلمين العرب أجرا وأفاد التقرير الذي أعده المركز الأمريكي حول رواتب المعلمين في 14 بلد عربي وأجنبي أن المعلم الجزائري يتقاضى في المتوسط أجرا شهريا يقارب 340 دولار لكنه يمكن أن يرتفع الراتب بمرور السنوات وكسب التجربة إذ يمكن أن يبلغ الأجر الشهري 450 دولار.
الواقع النوعي للتعليم يعاني من انخفاض في كفاءة نظام التعليم وأداء المعلم والمعلمة وضعف في المناهج وقلة في القيادات القادرة على تجويد العملية التعليمية ومن قصور كمي في رياض الأطفال ومشاركة القطاع الخاص في التعليم العام.و لا شك أن شخصية المعلم وكفاءته تلعب دورا كبيرا وهاما في العملية التعليمية والتربوية فكلما كان المعلم ذا شخصية قوية و كفاءة عالية كلما كان أكثر قدرة على الإنتاج والتفاعل والسيطرة وإحلال الانضباط الصفي أثناء حصصه الدراسية لكن في المقابل هناك صنف من المعلمين يتمتعون بشخصية ضعيفة ومستوى هزيل تجعل الطلاب يسيطرون على مجريات الحصة الدراسية بينما يقف المعلم مكتوف اليدين وهذه من القضايا الملحة التي باتت تؤرق المواطنين عامة و المسؤولين في وزارة التربية خاصة خلال الآونة الأخيرة وتؤثر في المنظومة التعليمية هي تدني وضعف أداء المعلمين حيث صرح بذلك أكثر من قيادي ومسؤول في وزارة التربية فقد أشاروا إلى أن مستوى أغلبية المعلمين ضعيف جدا وأنهم بحاجة إلى الكثير من الدورات التدريبية وان العلاقة بين عملية إعداد المعلمين والتحصيل العلمي للطلبة غير جيدة وأن المعلم في الجزائر يفتقر إلى الكفاءة المهنية في عملية التدريس ما يستدعي إعادة النظر في كفاءة ونوعية برامج إعداد المعلمين ونوعيتها وهذا ما يشير إلى انه لا يمكن تطوير التعليم من دون ضمان جودة برامج إعداد وتأهيل المعلمين ومن الأمور المألوفة أن المعلم بحاجة إلى تدريب قبل الخدمة وخلالها كي يصبح معلما فاعلا في تدريسه وتعليمه وهذا يتطلب منه أن يكون مالكا للمعرفة والمهارات المطلوبة.
كثيرا ما تتردد مقولة ضعف مستوى الطلبة على لسان المعلمين وأولياء الأمور وهذا بحد ذاته من المسؤوليات الكبيرة ولكن الطامة الكبرى عندما نجد هناك ضعف في مستوى المعلمين أنفسهم بناة الأمة كما يقولون فهذه ظاهرة خطيرة وخطورتها تتمثل في انعكاساتها السلبية والمدمرة على الطلاب والطالبات وعلى العملية التربوية وعلى المجتمع بأكمله فكيف يمكن بناء منظومة التعليم على أساسات مغشوشة.