رغم أن النزاع في ملف الأكراد هو نزاع صرف بين الأشقاء العراقيين و رغم أن النزاع في ملف الصحراء يوجد رسميًا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو إلّا أن اسم الجزائر يحضر في هذين النزاعين على المستوى الإعلامي رغم أن حضور الجزائر في قضية الأكراد ليس بأهمية حضور الجزائر في مشكل الصحراء فهذا الحضور يعود بالأساس إلى احتضان بلادنا لمخيّمات تندوف مقر البوليساريو ودعمها المتواصل لهذه الجبهة وهذا ما يضع المسؤولين على شؤون البلاد في موقف حرج لأنه لا يمكن أن يكون لحكومة البلاد ازدواجية المعايير في دفاع عن القضايا (الإنسانية ) كما يدعون لأن المشكل الداخلي والذي تعاني منه بلادنا وهو قضية إخواننا في القبايل هو على شاكلة مشكل الأكراد والبوليساريو فكفى من تغطية شمس الحقيقة بالغربال.
لقد داوم المسؤولون في بلادنا على استحمارنا بالقول أنّ السبب الذي جعل الجزائر تدعم القضايا العادلة (الانفصال ) كالقضية الكردية و القضية الصحراوية خاصة هو الدفاع عن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وهو المبدأ الذي تؤمن به الجزائر ومن هنا نحن ندافع عن القضية الصحراوية باعتبارها قضية مبدأ مثلما كانت الجزائر تقف مع نلسون مانديلا ضد التمييز العنصري بجنوب افريقيا وأيضا مثلما ندافع ونقف وندعم حاليا القضية الكردية وندافع عن هذه القضايا باعتبارها قضايا إنسانية !!!. تخسر بلادنا الكثير من الثروات الطائلة لأجل جبهة البوليساريو على حساب المواطنين فقيمة ما أنفقته بلادنا على جبهة البوليساريو على مر 4 عقود (1975 / 2015) قدره الخبراء على اقل تقدير حوالي 560 مليار دولار فلو نقيس الأمور بمنطق الربح والخسارة سنجد أن بلادنا تخسر الكثير والمغرب أيضا يخسر ولكن بنسبة قليل جدا ولهذا الظروف الاقتصادية للمغرب أفضل بكثير على كل المستويات في حين ظروف بلادنا سيئة وأي تصعيد في الصحراء سيزيد من حجم خسائرنا أكثر وربما يظهر فضائح صفقات الخردة الروسية والتي يشتريها الجيش بملايير الدولارات.وفي مقابل كل هذا ألم يكن من أحسن أن تصرف هذه الملايير على تنمية معظم مناطق البلاد ومنها منطقة القبايل فلو صرفت هذه الأموال على الشعب عامة وعلى زواوة خاصة ما خرج واحد منهم كفرحات مهني ليقدم طلب لهيئة الأمم المتحدة من أجل إيداع ملف انفصال القبائل عن الجزائر حيث أخذ موعدا لذلك .
وفي الأخير بالله عليكم يا أغبى مسؤولين على وجه الأرض وابتلانا الله بكم قول لي كيف ستقفون في الأمم المتحدة وتدافعون ضد انفصال القبايل وانتم كما تصفون أنفسكم وتفتخرون بأنكم الدولة الوحيدة على وجه الأرض والتي تقف بجانب الشعوب لتقرير مصيرها قول لي كيف ستجاوبون عندما يطرح عليكم سؤال كيف تقفون مع الشعب الكردي والشعب الصحراوي لتقرير مصيرهم وانتم في نفس الوقت ترفضون أن يقرر شعب القبايل مصيره.