بقدر ما يتداوله الناس في المقاهي والشوارع والحدائق والمنازل من نقد ولوم لهذا المسؤول وذاك المسؤول لهذه وتلك المؤسسة متناولين هموم ومُعاناة الناس من الفُقراء والبُسطاء بنفس القدر بل وأكثر يتملص المسؤول أو المُدير الفاسد الفاسق السارق عن واجباته غاض الطرف عما يجري متمسكاً بشعار لا أرى لا أسمع لا أتكلم ولماذا سيرى أو سيسمع أو سيتكلم طالما لم يكن متضرراً هذا إن لم يكُن على الأغلب والأعم مُشاركاً في سرقة خيرات الوطن وأكل مال اليتامى والفقراء ممن عانوا وسيُعانون طالما كان هؤلاء ومن على شاكلتهم موجودون بيدهم أرزاق الناس ومُقدرات الدولة.
الأموال المهدورة في البلاد بعد عام 2000 خيالية فلا يمكن للعقل البشري تصديق أن هذه الثروات الطائلة قد نُهبت وأُهدرت وضُيّعت وصارت في خبر كان فمؤامرة نهب ثروات الجزائر وهدرها نبه إليها العديد من الشخصيات الوطنية داخل البلاد وخارجها إلا أن أقوالهم تذهب في الغالب أدراج الرياح وربما وُجهت لهم تهم المبالغة والافتراء على المسؤولين والحكومة كما يحاول أنصار الحكومة والإعلام الرسمي تصوير ذلك.فمليارات منهوبة بأرقام خيالية وفساد طال جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية باعتراف وشهادة شاهد من أهل الفساد وفي الوقت ذاته هناك استمرار للخراب وادعاء محاربة الفساد والرشوة والمحسوبية فكيف يُعقل هذا الكلام هم يتحدثون وليس نحن عن مبالغ مسروقة تعادل موازنات دول عدة مجتمعة في المنطقة ولعشرات السنوات فكيف يحصل هذا وأين الحكومة التي تدّعي أنها تحارب الفساد وأين أجهزة الرقابة المالية؟! وأين القضاء والبرلمان وأين.. وأين؟ أسئلة طويلة بلا إجابات الحيرة تتملك الإنسان حينما يرى أن خيرات بلاده تُنهب من دون رقيب ولا حسيب وأن بين السرّاقا من يقولون نحن نحارب الفساد فالمسؤول السارق ينبغي أن ينال عقوبة أشد من السارق العادي لأن الأول استغل وظيفته الرسمية لتأطير سرقته بإطار قانوني وهذه خيانة تدخل فيها صور الجريمة المرتكبة كافة من تزوير واستغلال منصب وتحايل وخداع للجماهير وغيرها وقد يُثار سؤال من المسؤول الذي قصدناه إن الذي نقصده هو كُل موظفٍ في الدولة من أعلى مرتبة إلى أدنى مرتبة يسمح لنفسه بإستغلال ثروات البلد كُل من يكون سبباً في زيادة معاناة الناس كُل من يُحاول سرقة ما ليس لهُ كُل من يُسيء إستخدام السُلطة وهم كثيرون وعددهم مُرشح للزيادة طالما إستمر الوضع في البلد من إنعدامٍ للعدل والمحاسبة
وفي الأخير بقي أن نضيف إنهُ لابد من أن يأتي يوماً ويُحاكم الفاسد أمام أنظار الناس عاجلاً أم آجلاً وإن سُلطة المُفسدين ستزول وإن طال بهم العمر.