يعتبر الحق في حرية الرأي والتعبير هو الحق الأساسي الذي يشكل إحدى الدعائم الجوهرية للمجتمع الديمقراطي والأحداث التي شهدتها دول الربيع العربي ما هي إلا الدليل القطعي على ذلك. فالاحتجاجات الجماهيرية الواسعة التي شهدتها هذه الدول والتي أدت إلى الإطاحة بالأنظمة بدأت بسبب عدد من المطالب المتعلقة بالانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان وكان من بينها وقد يكون من مقدمتها القمع المستمر والمنهجي لحرية الرأي والتعبير والتجمع وقمع المجتمع المدني وحركة حقوق الإنسان بشكل خاص. ولقد اتخذ التطلع إلى الديمقراطية أولا شكل التوجه إلى التعبير عن الآراء والمواقف. فالشرارة الأولى بدأت بقمع المدونين ونشطاء حقوق الإنسان فخرج المطالبين بالديمقراطية إلى الشوارع والميادين باحتجاجات واسعة فجاء رد الأجهزة الأمنية على ذلك بحملات اعتقالات واسعة طالت الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بالإضافة إلى تكبيل الأفواه وقمع حرية التعبير والرأي وتداول المعلومات من خلال إغلاق شبكات الهاتف والانترنت في محاولة لعزل دول الربيع العربي عن العالم.
الحق في حرية الرأي والتعبير حق أساسي يظهر في عدد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية وتعتبر المادة 19 في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الإطار الدولي الأساسي الذي يقنن هذا الحق وتنص المادة 19 على ما يلي: 1. لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة – 2. لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها. ومن هنا أنا اتفق مع قادة النظام ومعي كثيرون أن الأمن يأتي أولاً ولكني لا أتفق معهم ومعي كثيرون أيضاً في أن حرية التعبير والرأي والصحافة تمثل خطراً على أمنهم وأمن البلاد فلا يمكن أن نفهم وأن نقبل أن يتحول الحرص على الأمن إلى ذريعة لخنق حرية التعبير فمثلا عندما يعبر المواطن عن رأيه فإنه لا يدعو أمريكا إلى الهجوم على الوطن أو عندما يعبر الكاتب الصحفي عن رأيه فإنه لا يعلن في جريدته أو صحيفته التي يعمل بها عن إحداثيات القواعد العسكرية في البلاد و عندما يتكلم المواطن أو الصحفي عن مظالم واقعة على بعض المواطنين من جميع الانتماءات فهو لا يقول للشعب أن يخرج وينتفض على نظام بل على العكس فعندما يقوم المواطن بهذه الأشياء فهو يساعد النظام على تصحيح أخطائه قبل أن تقع الكارثة وهذا ما لم يستوعبه قادة النظام.
القمع يولد الضغط والضغط يولد الانفجار لذلك أقول للحكومة اتركوا المواطنين و الصحفيين يعبرون عن ما بداخلهم وأوجاعهم وأصدروا أوامركم لجميع القوات الأمنية بالامتناع الفوري عن التعرض للمواطنين ولصحفيين والكتاب فليس هكذا تبنى دولة العدل يا حكومة البلاد.كما أنني أدعو كل مواطن حر في البلاد أن لا يتجاهل نقل الحقيقة مهما كانت الضغوط والمعوقات فعلينا جميعاً كجزائريين أن ننقل مظالم شعبنا وأن نفضح كل من يفسد مهما كان مركزه أو نسبه وأن لا تأخذنا في الله تعالى لومة لائم.