منذ اليوم الثاني للعيد تخلص الكثير من المواطنين عبر ربوع الجمهورية من لحوم الأضاحي بعد تغيّر لونها و انبعاث رائحة كريهة منها، و قد اعتقد الكثير من المواطنين في بداية الأمر أنها مجرد حالات معزولة، غير أن رقعة تعفن لحوم الأضاحي أخذت في الاتساع و شملت معظم ولايات الوطن تقريبا، حيث نشر الكثيرون صورا للحوم الأضاحي التي تعرضت للتلف و قد تحوّل لونها إلى الأزرق أو الأخضر و بدت غير صالحة تماما للأكل. و قد اعتقد المواطنون في مرحلة أولى أن سبب تلف الأضاحي هو تركها خارج الثلاجات قبل تقطيعها لمدة 24 ساعة، مع ارتفاع درجات الحرارة، كما قال البعض بأن غسل لحم الأضحية بالماء هو ما أدى إلى سرعة تلفها، لكن سرعان ما تبددت هذه الشكوك بعد أن أكد الكثير من المواطنين، أنهم لم يغسلوا لحم الأضاحي بالماء كما أنهم لم يعرضوها للحرارة و قاموا بوضعها في الثلاجات ليلة اليوم الأول من العيد، غير أنهم لاحظوا في صبيحة اليوم الموالي تغير لون اللحم و انبعاث رائحة كريهة منه، خاصة بعد وضعه في المقلاة من أجل الطهي أو الشوي.
الجميع يؤكدون أن سبب تعفن اللحوم راجع لفرضية العلف مؤكدين بأن نوعية العلف المتمثل في الأكل الموجه للدواجن و الذي يستعمله بعض الموالة لتسمين المواشي قد يكون السبب كما أن بعض الأعلاف مجهولة المصدر و قد تكون سببا آخرا على حد تأكيدهم كما يمكن أن يكون للأمر علاقة بالتلقيح الفاسد فيما أوضح آخرون بأن بعض الأدوية الممنوعة و التي تستعمل للتسمين قد تكون إحدى الأسباب المطروحة وفيما أعلنت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك عن ظهور أول حالة تعفن للأضاحي في منطقة سحاولة غربي الجزائر العاصمة وأضافت المنظمة إن الأمر مجرد حالة معزولة هذه السنة ؟؟؟ السؤال المطروح هو من سيعوض العدد الكبير من المواطنين الذين قاموا بالتخلص من أجزاء من الأضاحي، و منهم من رمى كامل الأضحية حتى قبل تقطيعها، و بعض الحالات لعائلات قامت برمي أجزاء كبيرة كالفخذين و هي المناطق الأكثر تضررا إضافة إلى الرقبة و حتى منطقة القفص الصدري و الكتفين تعرضت للتلف، أما الأجزاء التي كانت تنبعث منها الرائحة بقوة فهي منطقة العظام. كل عام نعيش نفس المشكل في غياب تام لمبدأ العقاب ومحاسبة من يتلاعب بأرواح المواطنين إذا كان أصلا يعتبرنا المسؤولون مواطنين.