كتبت الصحافة بالخط العريض انه تبخرت أمال الشعب والجيل الذهبي لكرة القدم الجزائرية بفشل الخضر في تحقيق حلم 40 مليون جزائري بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة في روسيا الصيف المقبل للمرة الثالثة على التوالي منذ عام 2010 في جنوب إفريقيا ونزل ضياع تأشيرة العرس العالمي كوقع الصاعقة على الشعب ولاعبي المنتخب بعدما منوا أنفسهم والجماهير بالريمونتادا واعتلاء قمة المجموعة لكن يبدو أن الرياح جرت بما لا تشتهيه أمال وأحلام الشعب!!!.
زاد النظام من تهميش الشباب أكثر لصالح مافيا الفساد والقطط السمان وأصبحت أحلام الشباب في الزواج والمسكن مؤجلة إلى حين إشعار آخر ودفع هذا قطاعات واسعة من الشباب إلى الانحراف فانتشر الإجرام على نطاق واسع كما استمرت موجة هجرة الشباب إلى الخارج بعد تراجع انتمائهم إلى الوطن فالفقر والإقصاء والضياع مثلث يجسد واقعا لشباب أفقده التجاهل والقمع أولوياته فراح يبحث عن الخلاص في المجهول بعد أن غدا الوطن على اتساعه قبرا لقد تحول الحلم بمستقبل أفضل قد يسود البلاد عبر جيل يستفيد من خطة “الاستثمار في المستقبل” إلى قلق عام في ظل واقع يجبر الشباب على أن يكونوا حراقة أو مجرمين أو موتى جدد أو مرضى جسديين ونفسيين حسب ما ينذر به واقعهم المر ما دعانا إلى دق ناقوس الخطر حول مستقبل الشباب في بلادنا التي يشكل الشباب محورها فإذا أردت أن تحكم على شعب من الشعوب أو بلد من البلدان أمعن النظر في وجوه الشباب وانظر إلى حالهم فهو المعيار الصادق والترمومتر المناسب للحكم النزيه على هذا البلد سلباً كان أم إيجاباً فعلى مدار التاريخ لم يذكر أن دولة قامت وأصبح لها شأنٌ بين الأمم ولم يكن للشباب فيها دوراً بارزاً وعلى النقيض لم يذكر دولة تراخت قواعدها وهدمت أسسها واستهلكت مقدراتها ولم يكن للشباب سهم في هذا الضياع وإذا أردنا حصر الأمر تحديداً في الواقع المرير الذي يحياه شعبنا فلا بد أن نذكر حال الشباب أوجاعهم و طموحاتهم و مستقبلهم وطنيتهم التي هي الرصيد الغالي لهذا الوطن. لا يخفى على أحد أن الوضع الراهن الذي يمر به حال الشباب في تردي واضح واستفحال البطالة في نسيجهم فنسبة الشباب تأخذ نصيباً وافراً من المجموع العام للسكان فحال الشباب من حال الوطن فلو ذكرنا أن الجامعات التي تُصدر كل عام طلابها إلى سوق البطالة حيث يتمنى الشاب لو رجع به الزمن إلى الوراء ولم يفكر في دخول الجامعة ليعفي نفسه من افتراضات كان ينسجها في أحلامه التي سرعان ما أصبحت سرمدية المزاج بفعل ما يشاهده من انسداد الأفق وضيق الآمال ستكون الإجابة بالآلاف فأين مصيرهم وأين مستقبلهم في ظل التعقيدات التي تعيشها البلاد.
اهتم النظام لوقت طويل بجلد مدور ليجعله أفيون يلهي به الشعب المغيب أصلا وترك الشباب سنوات طويلة يعانون من الإهمال والتهميش فضلاً عن الفقر والبطالة فسقط بعضهم فريسة للإجرام وانضموا إلى العصابات بسبب سخطهم الشديد على المجتمع وفكر البعض الآخر في الهجرة إلى الخارج آملين في مستقبل أفضل وهناك من تملكه اليأس وحاول الانتحار بعد أن فقد الأمل في حياة كريمة هؤلاء فقدوا انتماءهم للوطن وشعروا بأن مبادئ ثورة الاستقلال «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» لم تتحقق.