لم اعد أفھم ھل إختلط الأمر على الجزائريين؟ أم انه لم یعد ھناك جزائريين أصلا؟ صفحات الجرائد ونشرات الأخبار والقنوات الفضائیة ومكالمات التلفونات والأحاديث الیومیة كلھا تتحدث عن الفقر والبطالة و الإرھاب والمخدرات والتشرد والحريق الجماعي والموت البطيء الذي يعيشه شباب الوطن وفي الجانب الأخر فاضت صفحات الفیسبوك الیوم وأمس بصور أبناء المسؤولين وهم يتمتعون في الشواطئ العالمية بأموال الشعب هذا الشعب الذي لديه بطولات وكؤوس في تشراك الفم يبهرونك بكثرة الكلام وقلة أفعال .
لا أستوعب كیف يصبر الجزائريون وھم یقاسون ویتعذبون ویعانون ویكابدون نقص الخدمات وانقطاع الكھرباء وحتى المتظاھرین مسالمین يتم اعتقالهم ورميهم في السجن وعائلات الحركي یحتلون البلد ویذیقون اھلھا العذاب والإذلال الیومي الشعب ممزق إلى طوائف. نفطنا یسرق وخيراتنا تنھب وأموال الشعب تھرب إلى الخارج في حسابات الفاسدین وشركاتھم.الرشوة تنخر جھاز الدولة كله والمحسوبیة تزكم الأنوف وملایین العاطلین عن العمل وآلاف الشباب یتعاطون المخدرات لينسوا واقع فرضه عليهم الحاكمین جیش صرفت عليه الملیارات من الدولارات مزال يحارب 10 أشخاص ( الإرهابيين ) يعيشون في الجبال مند العصر الحجري ولم يقضي عليهم. ألاف النازحین والمھجرین واللاجئین دخلوا لبلادنا وهم لا يعرفون أن المواطنين أنفسهم يشعرون أنهم مغربین ومغتربین داخل وطنهم. وطن سیادته منتھكة لا نعرف من يحكم البلاد وحدوده مخترقة من طرف مافيا التهريب وأسواقه سائبة فالتاجر القذر يبيع بالثمن الذي يريد هو. سیاسة الحكومة عنصرية بامتياز مزقت النسیج الاجتماعي الذي تمیز بھا المجتمع الجزائري. إقصاء العقول والخبرات والكوادر المخلصة الشریفة. تتحكم في الوطن وجوه وشخصیات فاسدة ومنافقة وعمیلة. أرض وأعراض وقیم ومقدسات مستباحة. فقراء مسحوقین یتامي وأرامل وثكالى بالآلاف. علماء دین كذابین لا ینشرون سوى النفاق والتملق للفاسدين. لا حساب ولا مراقبة على كل ھذا الانفلات في كل الجوانب وأموال الشعب وثروات الوطن المنھوبة. تفشي أمراض القرون الوسطى بين المواطنين وحتى القمل يهدد صحة التلاميذ في مدارسنا القمل يا عباد الله في القرن 21. مشاریع وھمیة لم نعرف أهي صناعة السيارات أم الفنكوش. بلد النفط یستورد المنتجات النفطیة بلد الشمس تنقطع عنه الكھرباء وحكومات فاشلة تنام على ميزانيات ضخمة و تتلكأ في انجاز ولو مدرسة ومستوصف ؟ خیر المجاري فائض يستحم به أبناء الزواولة. عشرات الجثامین يلفظها البحر كل یوم لشباب في عمر الورود حاولوا الهرب من السجن الكبير في حین یتمتع أبناء المسؤولین في العواصم العالمية والمنتجعات السیاحية على حساب ملایین الفقراء في بلد النفط؟ الانفلات الأمني وتزاید العصابات واستخدام المخدرات ؟ لا أفھم كیف نصبر على كل هذا ربما الصبر سينفد صبره منا.
وفي أخير لا للفتنة وان الله مع الصابرين وناموا ما فاز إلا النيام وكما يقول المتملقين إذا سرق مسؤول جيبك الأيمن فأدر له جيبك الأيسر .