رغم مسلسلاتكم التافهة والتي تريد تخريب بنات الوطن إلا أن حَرَائِرْ الجزائر مزالت تلد الجواهر وهذه الجواهر هي منة الله بلقيس بمعدل 19 بن ضافي نور اليقين بمعدل 18,16 و التلميذة بلاسكة الأولى وطنيا في البكالوريا بمعدل 19.21.
لم يعد غريبا منذ عدة سنوات أن تتفوق الإناث على الذكور في نتائج البكالوريا ففي السنوات الأخيرة ظهرت هذه الفروق بشكل جلي وما لنتائج شهادة البكالوريا الأخيرة إلا خير دليل على ذلك إذ بلغت نسبة الإناث الفائزات ب 58.12 بمئة في حين بلغت نسبة الذكور حوالي 41.88 بمئة وهو فرق شاسع جدا بين الجنسين من حيث التفوق الدراسي و لا شك أن المتتبع للشأن التربوي و التعليمي في الجزائر يلاحظ تعاظم ظاهرة تربوية كبيرة الدلالة بحيث تضعنا أمام أسئلة عديدة و متشابكة. يتعلق الأمر بظاهرة تفوق التلميذات على التلاميذ في التحصيل الدراسي و في الاختبارات المدرسية و الإشهادية و هي ظاهرة مستمرة في التعاظم يوما عن يوم و ذلك منذ أزيد من عشر سنوات خلت وصولا إلى يومنا هذا و قد يتساءل متسائل عن حجتنا في ذلك فنجيبه الأرقام و الإحصائيات التي تقدمها وزارة التربية الوطنية كل سنة تبين تفوق التلميذات على التلاميذ.
وكانت دراسات سابقة أجريت في جامعة بنسلفانيا (Martin Seligman and Angela Lee Duckworth) قد كشفت أن الفتيات أكثر قدرة على الانضباط الذاتي الذي يجعلهن أكثر قدرة على فهم تعليمات الامتحان قبل البدء بالإجابة على سبيل المثال ولدى الحيرة بين مشاهدة التلفاز وتأدية الواجب المنزلي تلبي الفتيات نداء الواجب رغم الملل والإحباط من عدم مشاهدة التلفزيون من أجل أداء الواجبات فيما يفضل الذكور مشاهدة التلفزيون بدلا من أداء الواجب وهذا ما يفسر تفوق درجات الإناث في الرياضيات والتي تعد مجال تفوق الذكور عادة ومن جملة التفسيرات التي تكشفها الدراسة انضباط الإناث أكثر من الذكور من سن الحضانة وذلك بحسن الإصغاء إلى التعليمات وإتباعها بدقة والانتباه وإتمام الواجبات وحسن التنظيم لدى الفتيات الصغار. وفيما يبدأ الأطفال الذكور في نهاية الحضانة باكتساب مهارات تنظيم التنفس فيما كانت البنات قد بدأن مرحلة الحضانة بإتقان هذه المهارات أي أن الفتيات يكتسبن قدرات ضبط النفس والانضباط الذاتي والتي ترافقهن حتى مراحل الدراسة المتقدمة.
أما عن سر تفوق أداء الإناث مقابل أداء الذكور في الدراسة فقد فسر القائمون على الأبحاث الجديدة السابقة أن العوامل الاجتماعية والثقافية قد تلعب دورا كبيرا في ذلك. فقد يفترض الأهل أن الأولاد أفضل من البنات في الرياضيات والعلوم مما يدفعهم لتشجيع البنات على الدراسة أكثر ويؤدي ذلك إلى تفوقهم كما يلعب أسلوب التحصيل العلمي المختلف لدى كل من البنات والأولاد دورا في تفوق الإناث اللاتي يسعين عادة للتركيز على فهم المادة فيما يسعى الذكور للتركيز على تحقيق النتائج النهائية من دراستهم. فالتلميذات أقل اندفاعا و عشوائية و فوضى من التلاميذ و أقل هدرا و إضاعة للوقت في ظاهرة تشكل اليوم مرض العصر هي متابعة لقاءات كرة القدم في المقاهي العمومية حتى ساعات متأخرة من الليل بل و التنقل من مدينة إلى مدينة لمتابعة لقاءات النادي المفضل هذه بعض الأسباب و العوامل التي تكرس اليوم تفوق التلميذات على التلاميذ في الجزائر على مرأى من الزمن و العالم و علماء التربية و الآباء و الأحزاب و غيرهم من المكونات التي يجب أن تولي هذه الظاهرة ما تستحقه من اهتمام و عناية.
وفي الأخير الحقيقة المرعبة تقول أن العلماء يتوقعون في حدود 15 عام القادمة على أبعد تقدير أن يخرج الشباب الذكور إلى الشارع رافعين الشعارات و مطالبين بالمساواة مع المرأة في التوظيف و الولوج إلى المعاهد و المؤسسات و المراكز البحثية وذلك إذا واصلت التلميذات الاشتغال بنفس الإيقاع و الحماس مقابل تقاعس و تواكل التلاميذ و هذه مسألة واضحة جدا و مفروغ منها إذ المنطق يفرض أن تقبل تلميذة أو طالبة تحصلت على17 على 20 وان تقصي بدون تردد تلميذا حاصل على 12 على 20 ولا أقول أقصيه بل هو من أقصى نفسه لأن النقاط هي الفاصل والحاكم.