سقط الجهاز الحكومي، في قبضة التعيينات العشوائية التي جاءت نتيجة لتراكمات الفساد السياسي وضعف الحكومات الأخيرة ولذلك أقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزير السياحة الجديد مسعود بن عقون بعد 48 ساعة فقط من تعيينه. وقال بيان للرئاسة الجزائرية، إنه وفقا لأحكام المادة 93 من الدستور وباقتراح من الوزير الأول عبد المجيد تبون قام رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة اليوم بإنهاء مهام وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون.
قديماً قالوا الرجل المناسب في المكان المناسب، أما الآن فتغير هذا القول الشائع وأصبح الرجل غير المناسب في المكان المناسب ، وهو ما نشاهده الآن في مؤسساتنا ووزاراتنا الحكومية من فوضى ولخبطة إدارية وهناك أيضا مثل مصري يقول (أعط الخبز لخبّازه ) المعني واضح ولا يحتاج لشرح. ولكي تدار الأمور بشفافية ودراية ومعرفة ينبغي وضع الرجل المُناسب في المكان المُناسب. ولكن لأن الأشياء عندنا مخلوطة ببعضها وفرزها صعب على الفارزين فهم يستخدمون أسوأ الضررين فيختارون عشوائيا ولهذا يضعون الرجل الغير المناسب في المكان المناسب ولهذا تجد أن هنالك كثيرون يحتلون مواقع غير مواقعهم ولو كانت الأمور تسير وفق طبيعتها لما تبوأ كثيرون المناصب التي يحتلونها بقوة السلطة ومساعدة مصالح الفساد المشتركة.
كثيرا نرى الرجل الغير مناسب في المكان المناسب لا يهمه أوضاع الناس و أمورهم و لكن يهمه مصلحته الشخصية فكم من موظف بدرجات متفاوتة من موظف عادي إلى وزير لا يهمه من وظيفته إلا أموره الشخصية و لقبه. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إذا وُسِّدَ الأَمر لغير أهله فانتظروا الساعة) فالرجل المناسب في المكان المناسب، فلا تسند الوظيفة إلاَّ لمن هو أهل لها، لغرض أن تبرز كفاءته وصفاته، فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتذر لأبي ذر رضي الله عنه لما طلب منه أن يستعمله، بل حذره من خطر ذلك عليه مما عرفه عنه صلى الله عليه وسلم ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا ذرٍّ إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمَّرَنَّ على اثنين ولا تَوَلَّيَنَّ مال يتيم) ، وقد كان سيدنا أبي ذر رضي الله حسن السيرة، معروفاً بين الناس بأخلاقه وفضائله لكنه ليس أهلاً لتولي المناصب العامة، فلو أعطي له منصب معين فسيؤدي به إلى عواقب سيئة بسبب ضعف شخصيته فأين نحن من هؤلاء فجميع وزرائنا لهم تاريخ حافل في الفساد.