مع حلول شهر رمضان المبارك، لا تخلو شوارع البلاد من النزاعات والشجارات التي يفتعلها الكثير من المواطنين بحجة الصيام وعدم القدرة على كبت الغضب وامتصاصه . و في إطار تسليط الضوء على جوانب من حياتنا الاجتماعية وفي الدعوة إلى السمو بممارساتنا ومعاملاتنا اليومية خلال شهر رمضان المبارك، ولإعتبار أن هذا الشهر العظيم هو شهر الأخلاق السمحة وعفة اللسان وليس شهر الكلام الفاحش البذيء.
من يتجول في شوارع بلادنا قبل الإفطار،لا شك سيصاب بالذهول والحيرة وسيجعل الحيران دهشانا،جراء سلوكيات غير أخلاقية تصدر عن مواطنين كثر بيننا،حيث العدوانية تضرب أطنابها والعنف والكلام البذيء والعنف الجسدي في معاملاتنا اليومية،فلم نعد رحماء بيننا ولا متسامحين،وأصبحت قيم التسامح والحلم والعفو مجرد شعارات شكلية،وأصبح معه شهر رمضان فرصة للانقطاع عن الكلام والشرب فقط لا غير،عند أبواب الأسواق وفي الأزقة حيث يكثر الصخب والهرج والمرج تحدث شجارات وخصومات لأتفه الأسباب بين أفراد المجتمع الواحد تتحول في بعض الأحيان إلى جرائم دامية تستعمل فيها كل الأسلحة البيضاء و أصبحنا نشتم بعضنا البعض بعنف،ونعيش على إزدواجية بغيضة وعلى جشع يملأ قلوبنا بنية مبيتة في الإيذاء والطمع،ننظر إلى بعضنا البعض بقسوة وبعنف وعصبية لم يسبق لها مثيل حتى في الأزمنة السوداء التي مر عليها الوطن أزمنة الإجرام والنهب والمجاعة. في رمضان نتسابق في شوارعنا وطرقنا بعنف وعنصرية وبأنانية بغيظة، ونريد أن نكون دائما في مقدمة الطريق ولا أحد أمامنا يتجاوزنا بسرعته الكل يريد أن يصل قبل الأذان وهذه الفكرة تجعل الجميع يسرع ولقدر الله في تلك الفترة يقع حوادث خطيرة ولو صبر الجميع لوصلوا كلهم قبل الأذان.
لا احد يبرر هدا الواقع المرير سواء خارج رمضان أو داخله فقط أشير إلى مسألة الفصام المجتمعي برمضان حيث تصوم الباغية نهارا و تزني ليلا ، يصوم الشباب و بعدها يدخنون الحشيش والشيشة في المقاهي الى ساعات متأخرة و يصوم الشيوخ ثم يمضون ليلهم بالقمار و تتسلى النساء بالتشرد في الشوارع أو الجلوس بنواصيها … انه مركب نفسي متأصل في الإنسان المقهور بمجتمعات كثيرة متخلفة كما بالجزائر الشعب يعيش مرحلة انحطاط شاملة و إن لم يقم لتغيير شروط عيشه المادية و الفكرية و الثقافية فسوف يسير لا محالة نحو التحلل فنحن لا نحتاج أخلاقيين يحرسون العقيدة بل سياسيين شرفاء يقودون العشيرة.