جميع فئات الشعب تطالب بالتغيير بسبب فشل جميع الكيانات السياسية المشاركة في الحكومة الحالية من تنفيذ برامجها الانتخابية والتي صوت لها الشعب على أساسها. لذلك ونحن ننتظر اليوم تشكيل الحكومة الجديدة، فإننا نعتقد بأن التغيير يجب أن يكون في تغيير قيادات المرحلة الحالية وزبانيتهم وهذا التغيير هو ضرب في الخيال استنادا إلى مؤشرات رصدناها من خلال الحملات الانتخابية السابقة وشعاراتها وتصريحات عدد كبير من قادتها فالجميع يدعو للتغيير، فأي تغيير يريدون؟ وهم يعملون على شراء الذمم ويستغلون الحاجة المادية للمواطن المنكوب وحاجته إلى تنفيذ وتحقيق بعض رغباته البسيطة …
تغيير النواب لا يعني شيئا ولم ولن يغيروا شيئا في الوقع الحالي لأن الحل والربط كما يقال هو بيد الكبير وهو زعيم الحزب وما غالبية النواب إلا بيادق يحركوهم كما يشاؤون . معظم الكيانات السياسية إن لم نقل جميعها عاجزة عن تغيير قياداتها حيث أننا نرى تلك القيادات متصدرة لكتلها السياسية وتتصدر المشهد السياسي وفاعلة فيه منذ زمن ولحد الآن ولم نر كيانا سياسيا مارس السياسة على أصولها وتم تغيير قياداتها بشكل ديمقراطي كباقي أحزاب المعمورة .. هذه القيادات نفسها لا تؤمن بالنهج الديمقراطي لتبادل السلطة في كياناتهم ولن تؤمن به وهي في السلطة. وعليه فان هذه الكلمة أصبحت فضفاضة ولا معنى لها تستهدف استغفال المواطن فهي نفس القيادات التي ذبحت المواطن بقراراتها.
هاته الأحزاب وإن اجتمعت على تشكيل الحكومة فكل يغني على ليلاه و يحكى أن رجلاً لا يسمع وامرأته لا تسمع وأبنته أيضاً لا تسمع ولكن هذا لا يمنع أن لكل منهم ما يشغل باله فإذا كلمت أحد بكلام لم يسمعه ولم يفهمه فإنه يحيل هذا الكلام إلى الأمر الذي يشغله . وذات مرة كان الرجل في حقله يحرث الأرض بمحراث البقر فمر عليه رجل يعرفه وقال له السلام عليكم يا فلان طبعا لم يسمع وأنتهى من الحرث في منتصف النهار فأحضرت إليه زوجته وجبة الغذاء كما هي العادة عند الفلاحين فقال لها زوجها إن فلاناً مر على منذ فترة وكان يلومني على أن الأرض بها وحل ولا يجوز حرثها فقلت له المهم أني حرثتها فقالت زوجته والله لا ذنب لي في هذا فأبنتك هي التي طبخت وكثرة الملح في الطعام مسئوليتها هي ثم عادت الزوجة إلى البيت قالت لأبنتها أن أباك يشكو كثرة الملح في الطعام فقالت البنت يا أماه لا يهم إن كان غنياً أو فقيراً سأتزوجه والسلام. فالرجل منشغل بحرثه والبنت منشغلة بالزوج والأم بينهما لها ما يشغلها وكلاَ يغني على ليلاه .
الجزائريون لم يعودوا يؤمنوا بالتسلط والحكم الشمولي فكل الأوراق كشفت وعرف الناس حقيقة الكثير من الأحزاب التي تستخدم محاربة الفساد مطية للوصول إلى السلطة فالتغيير الذي ينتظره الجزائريون لن يتحقق ،وحلمهم المنشود ليس في إعادة صياغة السلطة نفسها وتقوية مراكز حاكمة وإضعاف أخرى،فالحلم الذي ينشده الشعب ومن اجله قاطع هذه المسرحية هو محاربة الفساد حتى تجفف منابعه وأن يجتث الاستبداد أينما وجد وفي أي مكان كونه أصبح ثقافة ومنظومة متكاملة ،سواء كان في النظام أو الأحزاب ويجب على الجميع أن يفهموا انه لم يعد في الجزائر اليوم مكان للفاسدين والمراهنين بالمنظومات الهاوية وان الشعوب لابد أن تصنع حكامها فقد ولى زمن الاستقواء والعمالة وبيع مقدرات الشعوب.