عزا مراقبون عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية بالجزائر إلى انعدام ثقة المجتمع الجزائري في الانتخابات كمنظومة سياسية بعد فشل الحكومات المتتالية في حل مشاكل الشعب،بينما اعتبره آخرون عزوفا احتجاجيا، وتعبير عن موقف الشعب مما يجري على الساحة السياسية. فكل المؤشرات الحالية تفضي إلى أنه سيقع تحطيم الرقم القياسي العالمي في نسبة الامتناع عن التصويت مقارنة بالمعدل الذي سُجل خلال آخر انتخابات تشريعية… ولا تفصلنا سوى أيام قليلة عن انطلاق الانتخابات التشريعية ، التي ستُعقد في 4 من مايو 2017. وفي الأثناء، يبدو أن الجزائريين لا يكترثون فعلاً بهذه المهزلة السياسية، رغم أن شوارع العاصمة قد تزينت بلافتات، تذكر الناخبين بأهمية الإدلاء بأصواتهم.
ومن أسباب عزوف الناخبين الجزائريين، وجود قناعة خاصة لدى كثير من الشباب بأن الانتخابات لا تمثل وسيلة للتغيير السياسي بالجزائر في ظل وجود فئات داخل الأحزاب ترى في البرلمان فرصة للصعود الاجتماعي، فضلاً عن تحول الانتخابات إلى “بؤر فساد”.و في الوقت الذي تشكل فيه نسبة المشاركة أكبر لغز في الانتخابات البرلمانية ل 04 مايو الجاري، والتي تخوض من أجلها الأحزاب المشاركة حملة في كل الاتجاهات لإقناع الناخبين بالتوجه إلى مراكز الاقتراع، أرجع استطلاع أنجز مؤخرا، أسباب العزوف إلى عدم وفاء المرشحين والأحزاب بوعودهم وسيادة الانتهازية والفساد داخل تلك الأحزاب.
وكشف الاستطلاع الذي أنجزه الزميل عبد الحكيم بو عزيز الفاعل الجمعوي، أن 87.19 في المائة من الشباب الذين شملهم الاستطلاع أشاروا إلى أن أسباب العزوف عن المشاركة مردها إلى عدم وفاء المرشحين والأحزاب بوعودهم وسيادة الانتهازية والفساد، مما أفقدها المصداقية والثقة ولكن السؤال المطروح كيف ستغطي الدولة على عزوف الناخبين فهل ستخرج السجناء كما العادة عندما تكون الحكومة في ورطة مع الشعب.