أكدت العديد من التقارير الدولية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن تشكيل نظام عالمي جديد يقلب النظام الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية رأسا على عقب وأضافت التقارير أن في عهد ترامب ستطهر دول جديدة كما أبقى الأوروبيين على مسافة من المفاوضات التي بدأت بين موسكو وواشنطن وسارع إلى تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) مما سيسمح بإفساح المجال للصين للتدخل وذلك إلى جانب حديثه عن تهجير الفلسطينيين من غزة الأمر الذي يعني محو جهود أميركية سابقة للتوسط لإنجاح حل الدولتين…
وتابعت التقارير أن لا أحد كان يتوقع أن يقوم ترامب بهذه التغييرات الشاملة في السياسة الخارجية الأميركية بهذه السرعة بعيدا عن المسار الذي رأى النور بعد 1945 حيث قالت فيكتوريا كوتس نائبة رئيس الأمن القومي والسياسة الخارجية في المؤسسة البحثية المحافظة هيريتيج قولها الأمر ليس أن ترامب تخلى عن نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية بل الحقيقة أننا لم نعد نعيش في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وعلينا أن نقبل أن المشهد الجيوسياسي تغير ودول أخرى ستظهر في الأفق وخاصة افريقيا وكما تم تقسيم السودان الكبير سيتم تقسيم الدول التي مساحتها كبيرة وهنا مربط الفرس حيث الجميع في الجزائر يعلم أن سكان الولايات الجنوبية الصحراوية ببلادنا هم مواطنون من الدرجةِ الرابعة يعانون من التهميش والظلم يكابدون الحياة البدائية إنهم بـمثابةِ قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي ساعة أو دقيقة مصنوعة من الديناميت الممزوج بالوضعيةِ البدائية المأساوية التي تحيط بهم حيث إنّ الوضع في الجنوب الجزائري نتج عن سوء التخطيطِ والتسيير الإداريين والسياسيين فوقع ضحيتهما سكان الجنوب وبلغ السيل لديهم الزبى إذ تصاعد غضبهم ونفذ صبرهم وانتفضوا من أجل حقوقهم التي سلبت منهم وأصبحت بمثابة أحلامٍ أفلاطونية لهم ولكن لا حياة لمن تنادي ولا حكومة واحدة تستجيب تلك الحكومات العاجزة مند الاستقلال الصوري عن فرنسا عن إنجاز مستشفى للسكان يوفر عليهم عناء الانتقال إلى العاصمة من أجل العلاج ناهيك عن الجانب التعليمي فالأطفال يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات لبلوغ المدرسة وهذا ما دفع الكثير من الأولياء لإيقاف أولادهم عن الدراسة خاصة البنات منهم وإلى جانب هذا حرمانهم من المصانع والمنشئات القاعدية وغلق أبواب الاستثمارات التي من شأنها التخفيف من حجم البطالة التي تدفع شباب الجنوب إلى التغرّب في وطنهم تعددت الأسباب وتفاقمت المشكلات من مشاكلِ السكن والبطالة وتعفن قطاع الصحة والخدمات إلى الانقطاعات المتتالية للكهرباء والشبكات الهاتفية الضعيفة في مناطقٍ وشبه منعدمة في مناطقٍ أخرى إنه لَعَار وجرم عظيمين أن تعتمد بلادنا على بترول وغاز الصحراء في 95% من حجم صادراتها الاقتصادية منذ الاستقلال إلى حد الآن فيما تفرض على سكانها حياة لا تختلف كثيرا عن العهد ما قبل البدائي فالمشاريع التنموية والاقتصادية التي وعدت بها الدولة هناك بقيت حبيسة الورق ولم تُنفّذ وهناك التي نفذت ولم تكتمل وظلّت في المنتصف أما فيما يخص أموال الدعم فالمناطق الجنوبية تستفيد منها بالتقطير لأن جزءا كبيرا من هذه الأموال يذهب في غير أهدافه الحقيقية بسبب غياب الرقابة وغياب الكفاءات التي تسمح بتحقيق التغيير المنشود لهذا باتفاق الجميع وبدعم من امريكا أن الجنوب سيطالب بالانفصال عن نظام الجنرالات.