إن المعركة الدائرة الآن لكسب ثقة المواطنين البسطاء شرسة يستخدم فيها كافة الأساليب القذرة من إعلانات والضرب تحت الحزام والصفقات تحت الطاولة فكل الأحزاب تسعي لكسب ثقة الجمهور الكبير وهذا طبيعي .فهاته الأحزاب بعضها من أحزاب التي تدعي (المعارضة) والتي أصبحت منتهية الصلاحية وبعضها تُنَشِطْ الانتخابات أما الأحزاب المتبقية فهي التي تعرف أن لها حصة في الكعكة . كل هاته الأحزاب تستغل فقر الناس واحتياجهم للحصول علي أصواتهم الانتخابية وهو أسلوب لا يختلف عن شراء أصوات الفقراء في الانتخابات أو استخدام القوافل الطبية كوسيلة للتواصل مع الفقراء المفتقدين للخدمات الصحية .
تسعى منظومة الحركي إلى تسخير ميكانيزمات معقدة، لترسيخ الجمود السياسي الضامن لديمومة سيرورة النظام الاحادي، وإرساء أسس المؤسسة الوحيدة المختصة في توليد السياسات وتغييرها، وفق الحاجة التي تفرضها معطيات واقع الشارع السياسي.وللحفاظ على النمط السياسي القائم، يعمد الحركي إلى خلق كائنات سياسية متحكم فيها، هدفها التضليل والتمويه، وتشتغل على إشاعة مفاهيم مجهضة من قبيل الدمقرطة والانفراج السياسي والمضي إلى دولة الحق والقانون والمؤسسات.. إلخ ﻹيهام الشعب الجزائري بصدقية الأوهام المروجة من الدائرة الرسمية. لينكب النظام السياسي على إتباع منهجية تخليق سياسة الاستغباء والتغليط، عبر مؤسسات تم تكليفها بإنتاج الغباء السياسي.
يجمع الجزائريون على حقيقة ثابتة ، تتمثل في كون ما يسمى الأحزاب السياسية ، المتواجدة صوريا في الساحة الوطنية ، إن هي إلا كراكيز و دكاكين ، تبيع الوهم ، و تمارس على المواطن عمليات بيع و شراء الذمم و الضمائر ، في المواسم الانتخابية ، و في مواسم و مناسبات يصنعها النظام الحاكم ، لخدمة أجندته المرسومة بعناية ، دون أن يعي المواطن بأن الحزب أداة لتطويعه و تذليله و ترويضه ، و من ثم قيامه بإضفاء الشرعية على ما طلب منه بواسطة الحزب ، فيكون ذلك المواطن غير الواعي قد وظف بشكل مزدوج ، لصالح من لا يسعون سوى لخدمة مصالحهم الخاصة بامتياز ، سواء من قبل السلطة السياسية أو من طرف الحزب .