بعد انتهاء مسرحية الانتخابات الرئاسية وفوز كلب الجنرالات تبون رغم أنف المواطنين لا هو أكبر دليل على عشق الجزائريين لذل والمهان ولهذا اغتصبنا الاتراك والفرنسيين سبع قرون ولم تكن هناك أي مقاومة أو ثورة وما يعيشُه بلدنا اليوم يندرج تحت عنوان عريض ألا وهو الذّلّ ذلٌّ يمكن محورته في دروسٍ عديدة.
وفي وضع الجزائر هذا يمكن لأسمى الدّول وأدناها مستوى أن تتعلّم أو بالأحرى أن تعتبر من كلّ ما يمرّ به وما مرّ به بلدنا فقد واجته الجزائر ويلات وصعاباً منها استطاعت أن تخرجَ من أوصالِها حيتّا على الأقلّ ومنها مازالت تجازف بنفسها في طيّاتِها للوصول إلى بقعة نور تمدّها بالأمل وتنقذها من الخطر المُحدق ولكن وما أدراها عن هذا الخطر؟ هذا الأخير مخبّئ عن وعي الجزائر فوكره في محاصصات جنرالات البلاد وفي أزلامهم الّذين اتّخذوا من جهل التنمية الفكريّة طريقًا لهذا في سنة 2019 وقف الشّعب في وجه الذّلّ إلا أنّ بعضًا من الشّعب اختار التراجع عن طريق التّحرّر لتشدّه التّبعية إليها فكما يقال إن حرّرت العبد ستراه اليوم الثاني أمام باب بيتك اليوم أمام الديموقراطية الّتي نعيشها سترى المواطن أمام باب بيت المسؤولين ليس للعيش فيه بل لطلب أبسط الحقوق قوت يومه ثمن تطبيبه ومستلزمات أولاده أو سعر صوته في الانتخابات وضعٌ صعب يعيشه الجزائريون منذ العشرية السوداء وإلى اليوم وحين حاولوا الخروج منه اصطدموا ببعضهم البعض فالأحزاب كالثعالب تقوم بشيء وتكون حقيقتها شيئًا آخر ولم يتعلّم الشّعب من مسرحيات شاهدها طيلة تواجده في بلد تعدّد الالهة والأحزاب نزلت قيمة الدينار وارتفعت الأسعار ثار الشّعب على سلطة المصارف يومًا يومين وتأقلم مع الذل قامت نزهة 2019 فهاج الشّعب يومًا يومين ولم يتأقلم حسّ أن نزهة ستتحول الى الثورة فخوّنها واعتبرها باطلة تحاول أذيّة الجزائر ومازال الوضع يسوء أكثر والشّعب يتأقلم أتى كورونا وأبعد غيمة المطالب المحقّة للعيش الكريم وزاد الهلع والخوف في صفوف الشّعب حتّى نسوا إقفال المؤسسات التجارية مع ارتفاع أسعار السلع اقترب موت الجزائر السريريّ لكن بعد كورنا ارتفعت أسعار المحروقات فخرجت الجزائر من قسم الإنعاش لينسى الشّاب حلمه والشيخ حقوقه ونعود لعشق الذل رغم أن الطّموحات في بلد كالجزائر تتبدّد وتتشتّت وتختفي فأسهل شيء ممكن للدولة أن تمنحك إيّاه عزيزي المواطن هو محو ذاكرتك فتجعلك شخصاً آخر ضائعاً لا أمامك ولا وراءك تُنسيك عائلتك ونفسك فتصبح شخصًا يقف في الطوابير وتقاتل أخاك ولا تتردّد من اجل حقنة سميد أو قنينة زيت ثم تشرّدك تقصيك عن عملك وتجعلك عاطلاً عن العمل تزيح عنك بقعة الضّوء وتُبقيك في الظّلام هذا كلّه عادي من سلطة بناها الجنرالات مرّت الجزائر بضيقٍ قطع أنفاسها على درجات والضيق الأقسى تمرّ به اليوم ولكن في بلدٍ شعبه يتأقلم ويتعوّد فالضّيق القاسي لن يُميّز عن الضّيق العادي وهكذا تمضي الأيّام ويبقى الشّعب تحت تأثير التّخدير وشعاره الأوّل نعشق الذل ويحيا عمي تبون وعمي شنقريحة.