نحو 70 بمئة من الشباب الجزائري مستعدون للتخلي عن بلادهم والهجرة إلى البلدان الأخرى حتى ولو كان ذلك بطريقة غير شرعية، فبعد أكثر من 5 عقود على الاستقلال ما زالت رغبة الجزائريين في الهجرة إلى أوروبا قوية ومرتفعة، رغم أنهم يعلمون أن الأبواب لن تكون مفتوحة لهم في المهجر، لكنهم مستعدون للتحدي من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
شاب ولد في بيئة فقيرة ، أهله بسطاء ، يصعب عليهم الحصول علي قوت يومهم ، المرض يأكل في أجسادهم ، فرصة حصوله علي عمل كريم صعبة للغاية ، يعمل في أكثر من مكان ومع ذلك لا يكفي أبدا . ماذا يفعل هذا المسكين ؟ يعيش في عشوائيات منقطع عنها كل الخدمات حتى البسيطة ، الأسعار في تزايد مستمر ، تلك حالة كثير من الشباب الذين قرروا الهروب من بلدهم لتوفير قوت يومهم لهم ولأهلهم .
شباب البلد لا يستطيعون العيش في الوطن اغلبهم في حالة صعبة أخلاقهم لا تسمح لهم بالسرقة أو النصب لم يجدوا أمامهم سوي الهروب خارج البلاد ففي الخارج تعبك ستحصل علي مقابل له وسيكون مقابل جيد. تلك هى الفكرة المسيطرة علي اغلب الشباب الذي يفكر في الهجرة ومن قام بها ايضا ، فهم لا يدركون الخطر الذي ينتظرهم بدءًا من ركوبهم المركب الذي سيسافرون فيه فان اكتشفت السلطات ذلك سوف تلقي القبض عليهم و في اغلب الأوقات تكون الحمولة علي المركب أكثر بكثير من قدرتها علي الاستيعاب وبالتالي تكون معرضة للغرق ، وان نجوا منها ووصلوا بسلامة ستلاحقهم شرطة الدولة لان ليس لديهم أوراق …….. فالقليل هو من يستطيع في النهاية الاستمرار والتحدي والوصول لمستوى معيشة أفضل بينما اغلب المهاجرين ينقسمون ما بين مسجونين أو ميتين.
البلاد بأوضاعها الحالية الصعبة لم تعد بلدا لتحقيق الأحلام ولهذا يفكر العديد من الشباب بتركها والبحث عن فرص أخرى خارج حدودها، لكن حلمهم بات يصطدم بعراقيل وقيود أخرى، فبسبب حوادث الإرهاب التي تورط فيها الكثير من العرب لم يعد مرغوبا فينا كثيرا في الخارج، ومع ذلك فشبابنا مصرّ على تحقيق حلمه. وخلافا لمن يبحث عن الحصول على عقد عمل خارج البلاد بطريقة قانونية، هناك من شباب من هو مستعد للمجازفة بحياته من أجل مغادرة البلاد عبر طرق سرية فقط من أجل تحقيق أحلامهم وبناء مستقبل أفضل، لكن الواقع والأرقام أثبتت أن أغلبهم تنتهي أحلامهم في عرض البحر قبل أن تبدأ.
الإحصاءات الأخيرة الصادرة في البلاد أكدت أن 70 بالمائة من الشباب يفكر جدياً في مغادرة البلاد إلى أوروبا؛ منهم 50.9 في المائة مستعدون للانخراط في الهجرة غير الشرعية على الرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدول الأوروبية على سواحلها للحد من توافد المهاجرين عليها وإعلانها عدم استعدادها لاستضافة المزيد منهم.