يتداول في البلاد أن هناك عمليات تهريب لأموال طائلة بمئات الملايين من الدولارات يقوم بها مسؤولون للخارج تحسباً لأي أحداث طارئة في حال وفاة الرئيس الذي يعاني من مرض مزمن منذ سنين وخوفا من خروج الناس في احتجاجات شعبية واسعة تطالب بإصلاحات شاملة وعدالة اجتماعية وكرامة العيش .وتفيد مصادر بأن عمليات نقل الأموال تحاط بسرية تامة ويجري الإشراف عليها من قبل قيادات بارزة بجهاز الأمن والمخابرات وتنقل الأموال المهربة غالباً عبر ثلاث مطارات مطار هواري بومدين الدولي و مطار وهران الدولي و مطار رابح بيطاط إلى بنوك في بنما وسويسرا وإمارات وكاريبي وبشكل خاص إلى كوبا.
تعد الجزائر الأنموذج للبلد الذي يتم إهدار أموالها بكثرة وتواصل وعبر عقود كثيرة. ومرد ذلك إلى أسباب كثيرة متباينة ومن بين أبرزها حجم الأموال الكبيرة التي تحققها العائدات النفطية، وطبيعة الأنظمة السياسية التي تولت الإدارة فيها وانعدام الفرصة في محاسبتها بجدية. وهي بذلك تمثل التجربة الأكثر وضوحا في تاريخ دول المنطقة في الزمن الحديث، والذي تهدر أموالها عبر تاريخ متواصل من اللامبالاة، وعدم الاهتمام الحقيقي بالمال العام، أما عن قصد مباشر تمثله الأنظمة الاستبدادية التي تعمل في ظلمة كثيفة، أو نتيجة أخطاء الإدارة الضعيفة، التي لا تقوى على المحاسبة، أو عدم الكفاءة، التي يمتنع عليها اختيار الآليات الملائمة للصرف والمراقبة والمحاسبة.
أموال الجزائر التي استولى عليها الحركي وتتنوع أشكالها، بين منقولة وغير منقولة، مسجلة بأسمائهم أو بأسماء مستعارة، داخل البلاد أو خارجه وتهرب الأموال إلى خارجه بأسماء أشخاص أو بأسماء شركات وهمية، أو شركات واجهة ويشرف على عملية تهريب الأموال جهاز المخابرات سواء كانت منقولة، أم غير منقولة، عقارات أو أسهم في شركات، أو حسابات مصرفية ويتكلف الجهاز بتوزيع الأموال المهربة على مساحة واسعة من العالم ويتم مراقبة وتسيير تلك أموال عبر رجال المخابرات الموزعين عبر سفارات الجزائر.
عملية تهريب الأموال لم تحدث بين ليلة وضحاها ، ولكنها تمت عبر عشرات السنين بصور قانونية إما عن طريق استغلال الاستثمارات الأجنبية وشراء الأراضي، حيث أنهم قاموا بشراء الأراضي من الدولة وبيعها للمستثمرين الأجانب مطالبين بتحويل ثمن الأرض إلى أحد البنوك التي يرغبون فيها بالخارج. أو عن طريقة ثانية هي ” تطوير قانون البنوك بحيث لا يمنع أي مودع أن يقوم بتحويل أمواله إلى أي بنك بالخارج إذا لم يكن متهما بجرم أو مطلوب للتحقيق، بحيث يتناسب مع مصالحهم الشخصية إلى أن هناك طريقة أخرى تم إتباعها لتهريب الأموال وهي تبادلها مع بعض العرب أو الأجانب الذين يقومون بإدخال ملايين لشراء عقارات في الجزائر لتبييض ملايين المشبوهة، وهو ما يسمى بغسيل الأموال وهذا النوع من التهريب من الصعب اكتشافه ولكن الأكثر خطورة في تهريب الأموال هي الاعتمدات المستندية والتي تتم من خلال قيام المهرب بشراء سعلة من نفسه بأضعاف سعرها ويقوم بإيداع الأموال في البنوك الخارجية وعن طريق هاته العملية تم تهريب ما يزيد على 100 مليار دولار عقب مرض الرئيس بحجة أنها استثمارات أجنبية.
إن أغلب العمليات التي اتبعها رموز النظام للتهريب هو اختلاق عمليات حسابية تجارية وهمية، و البعض منهم يختلق نشاطا تجاريا وهميا ويقوم بكتابة فواتير عن أنشطة غير موجودة لتقوم البنوك بتحويلات عن دفع فواتير وهي فواتير وهمية لمستحقها ولا يمكن التأكد من صحتها. كل هاته العمليات الكبيرة تجري في غفلة عن الشعب المسكين والذي حسب خبراء الانترنت أن اكثر كلمات بحث عنها الشعب الجزائري في أيام القليلة البطاطا و روراوة .