يصرف النظام في هاته الأيام الملايير على دعاية الانتخابات وتشجيع الناس على المشاركة في المسرحية و ما تتفق عليه الآن الأحزاب هو الدعوة لرفع نسبة التصويت، وكأن الشبح الذي يهدد الشعب والكارثة الكبرى التي من الممكن أن تصيبه تكمن في عدم التصويت وفي هذا مجانبة للصواب صحيح أنه وفي أي مجتمع ديمقراطي وحر تكون عملية المشاركة في الانتخابات والعمل السياسي مهمة جداً بل وظاهرة محمودة لكونها تعبّر عن رأي الناخب وبالتالي تؤدي إلى صنع قرار، ولكن في سياقنا نحن في الجزائر عملية المشاركة بعيدة كل البعد عن التأثير وصنع القرار لكون التصويت مجرد مسرحية لان نظام في أخير هو من يحدد الفائز .
إن الإدعاء بأن المقاطعين على هامش المجتمع هو ادعاء باطل وغير واقعي وإن اتهام المقاطعين بالوقوف إلى جانب أحزاب النظام بطريقة غير مباشرة قول عارٍ عن الصحة بل تظهر المعطيات أن هؤلاء المقاطعين هم أصحاب موقف وصوتهم في إرتفاع ويجب أن لا يخجلوا بطرحهم. وهذه المعطيات تقول أن الأحزاب لم تستطع تجنيد مصوتين دائمين مقتنعين بضرورة التصويت لهم وبالتالي فشلوا فشلاً ذريعاً في بث أفكارهم وفشلوا بإقناع أبناء شعبنا أنهم يمثلون طرحا سياسيا مقنعا من خلال عملهم وبرامجهم الفاشلة.
يجب إرسال رسالة واضحة للأحزاب المشاركة في المسرحية أن مقاطعة الشعب لإنتخابات تحتّم عليهم مراجعة حساباتهم ويعرفوا أن الشعب مل من أكاذيبهم وانه يجب على كل الأحزاب والحركات بناء إستراتيجية واضحة لمستقبلنا مبنية على نقاش جماعي وبمشاركة كل أبناء الجزائر لنسعى من خلاها لتحديد أولويات وطرق نضالنا لنقتلع نظام الحركي من جذوره وبطريقة حضارية وبالمحصلة تحديد أهدافنا.