قالت العرب قديما ان الأفعى لا تعطي سمها مجانا و قالت أيضا ان السجن لا تخرج منه الصدقات والهبات وهذا هو حالنا بالضبط في الجزائر فكيف لدولة مثل دولتنا سجن كبير يحشر الشعب في زاوية الفقر والمرض والجهل ان تخرج الهبات والمساعدات ففاقد الشيء لا يعطيه بالإضافة الى شهرتنا الواسعة في الطوابير وانعدام الماء والطعام والكهرباء وحتى الغاز الذي نصدره للصهاينة شبه مجاني فكيف لنا ان نرسل مساعدات ذات قيمة لغزة الجريحة وسوريا الذبيحة فكل الضحايا الفلسطينيين والسوريين اشتكوا من مساعداتنا الهزيلة وقالوا انهم يستغلون من طرف نظام العسكر في الجزائر للترويج انهم يقدمون الطعام والماء والمؤن للضحايا واللاجئين وهم في الواقع يرسلون لنا الكفن والصابون والمياه الغازية “الكزوز” على حد قولهم…
ولم ينتهي الامر هنا بل حتى المواطن البسيط الفقير يشتكي من قفة رمضان نعم القفة التي يتقاتل من اجلها الشعب وتعلن العائلات انها ستقوم بعملية انتحارية جماعية ان لم يتحصلوا على نصيبهم من القفف المساكين يظنون ان قففنا ستكون افضل من قفف دول الجوار وهي في الواقع افظع من بواقي الاكل في المزابل والحظائر تأبى حتى الحيوانات الأكل منها فالقفة تتكون من القمح المليء بالدود والقمل والتمر الذي تفوح منه رائحة كريهة اما السكر فهو مغشوش والموز اسود من كثرة القدم والعفن وكل هذه المواد وغيرها مواد فقدت صلاحية استهلاكها ويعود تاريخها للسنة المنصرمة نعم القفة التي يقتل من اجلها المواطن في صراع مميت ويحاول الآخر الانتحار من اجلها طلعت قفة فاقدة لصلاحية الاستهلاك وكلها سموم و مواد مسرطنة نعم فإعلامنا اعلام الصرف الصحي يصيح صباح مساء بان الجزائر تمتلك اجود وافضل قفة رمضان في المنطقة العربية وجدنا ان قفتنا ما هي الا وسيلة لقتل المواطن البسيط بطريقة سياسية وبطيئة وآمنة.