مسرحية الزعيم والتي أدى دور البطولة فيها الفنان عادل أمام ودارت أحداثها حول أحد الحكام الديكتاتوريين الذي مات فوجدت الحاشية أحد أفراد الشعب يشبهه تماما فاستدعوه ليقوم بنفس الدور ليظهر مدى فساد الحاكم و الوزراء و الطبقة المحيطة به و ألقت المسرحية الضوء علي الرفاهية التي ينعم بها الرئيس في حين يعاني الشعب من إيجاد قوت يومه و تبين عمي الحكام وانغلاقهم على دوائرهم الضيقة وعدم التفاتهم وتجاهلهم لكل ما يدور حولهم وسطوة المال والسلطة وعرضت المسرحية المفارقة بين ترف الحاكم وحاشيته وفقر وجوع شعبه وبينت المسرحية ان محيط الرئيس والذي يتكون من مجموعة من اللصوص والمفسدين لا يريدون ان يموت الرئيس لأنهم يضعونه في الواجهة وهم يختفون عن الادواء ليسرقون البلد.
من الممكن القول ان مفهوم الزعيم مازال حيا اذا كانت فعلا الجماهير هى التى تطالب الزعيم بالبقاء والخلود على كرسى الحكم حتى يخرج من القصر الى القبر. ولكن الحقيقة غير ذلك فجماهير الشعب لا تعترف بأي زعامة حاكمة او معارضة.الزعيم الحقيقي هو من يعلن أن الجماهير ترغب بتغييره بل ترغب بغيره يجب على الزعيم الحقيقي ان ينام في بيته آمنا لا وسط معسكرات من الحمايات الأمنية الخاصة وكأنه في حالة حرب مع أعداء الأمة وألا يخاف من أن تغتاله يد جائعة ضعيفة أي زعيم هذا الذي تبكي الجماهير فقده وهو لا يزال يسلبها يوميا لقمة العيش ويحرمها جرعة الدواء ويسلمها مقيدة لبحر ألام ويطلب منها أن لا تتألم وأن تفرح وتتهلل لقائدها الملهم وهو ملهم بحق لكنه ملهم بإلهام الجهل والتخلف آه لو ينفع البكاء لبكينا كثيرا على الرجال الاحرار والتي طردت الاستعمار.
ليس بإمكان وسائل الدعاية الرسمية خلق زعيم من السياسيين الحاليين لأنه من الصعب على الناس حاليا تصديق انهم اتوا بإعمال خارقة وهم لا يملكون موهبة تحبيب الناس فى شخصهم وفعلهم. الزعيم يجب ان يكون شخصا متواضعا يعيش واقع الناس بكل متناقضاته فهو منهم ويدافع عنهم. لقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير مثال للزعيم فهو رغم فضله ومكانته عند الله وعباده إلا انه كان يعيش مع الناس ويتكلم مع كل الناس ويلتقونه فى منتدياتهم وأسواقهم دونما حاجب او حارس. من الصعب ان ينشأ الزعماء فى مجتمعات تربى النشء على الخوف والذل والأنانية الزعيم .
الزعيم دائما حر وايجابى ومؤثر على محيطه يكون وجوده ضرورى للجماعات والأفراد حتى تؤخذ منه القدوة الحسنة التى بها تتقدم المجتمعات. اخطر ما تقوم به الانظمة المستبدة هو تجفيف المجتمعات من كل الزعماء والإعلاء من قيمة شخص واحد هو الحاكم المستبد الذى هو شر قدوة للناس لذا نجد ان تلك المجتمعات المقهورة تكثر فيها افات الفساد والذل والإذلال.