في غشت 2016 قرر ماكرون مغادرة الحكومة بحثا بمفرده عن السلطة العليا وأصبح نجما صاعدا في السياسة الفرنسية. وزير الاقتصاد الفرنسي السابق (2014-2016) تحول إلى ظاهرة سياسية منذ استقالته من منصبه الوزاري ليؤسس حركة (إلى الأمام) ويبدو أن حظوظه في الوصول إلى قصر الإليزي مجرد وقت.
اليمين يصف إيمانويل ماكرون بـ(العميل) ويرى فيه المنافس الأشرس والذي يمكن أن يشكل عقبة أمام وصول فرانسوا فيون إلى سدة الحكم. اما اليساريون فيلقبونه ب (الخائن) لأنه بترشحه للرئاسة خان حسب رأيهم الرئيس فرانسوا هولاند الذي عينه وزيرا للاقتصاد في 2014 بعدما عمل مستشارا له في قصر الإليزيه في 2012 وقدم له كل الدعم والمساندة من أجل البروز في الساحة السياسة الفرنسية والأوروبية.
سبب زيارة الرجل لبلادنا هو الثقل الانتخابي لمزدوجي الجنسية جزائري / فرنسي وللفرنسيين ذوي الأصول الجزائرية بشكل عام ففي الحالة الجزائرية مثلا لا يقل عدد الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الفرنسية عن مليون ونصف مليون ناخب في أقل التقديرات وهو رقم غير بعيد من عدد الناخبين الفرنسيين من ذوي الأصول المغربية ويزيد ثلاث مرات عن عدد الناخبين من ذوي الأصول التونسية.
بلادنا ومزدوجي الجنسية جزائري / فرنسي لا قيمة لهم عند الفرنسيين إلا في مواسم الانتخابات الرئاسية ولا اعتبارات لنا إلا في تلك المواسم العابرة فما أن تقترب الانتخابات حتى يبدأ قادة الاحزاب الفرنسية النزول من عليائهم ويقومون بزيارة بلادنا ليتذكروننا ويجاملوننا على مضض وأحياناً يتباكون علينا بدموع التماسيح وهم يذكرون شهدائنا الذين قتلهم اجدادهم ومع سفارة نهاية مقابلة الانتخابات الرئاسية يعودون إلى طبقاتهم الفوقية ليسخروا منا من جديد ويتهكموا علينا ويصفوننا بالهمج والمواطنين من الدرجة الرابعة.