إن الغلاء أفرز العديد من المشاكل الاقتصادية التي أضحت واضحة وجلية على الجميع مواطنين مثل زيادة معدل التضخم وارتفاع نسبة الإفلاس الشهري بين ذوي الدخل المحدود من المواطنين وزيادة لجوء الأفراد إلى الاقتراض من البنوك لسد الفجوة بين الدخل والنفقات. إن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وغيرها من المواد في الأسواق ستؤدي إلى مشكلات اجتماعية وشخصية عديدة تطال معظم أفراد الأسرة وتعمل على زعزعة الاستقرار النفسي والعاطفي لديهم فسوء التغذية والمسكن السيئ يؤثر على سلامة الفرد من الناحية الفيزيقية والنفسية وقدرته على التكيف الاجتماعي.
ارتفاع الأسعار أدى إلى انتشار الظواهر السلبية مثل الكسب غير المشروع كالرشاوى والعمولات وغيرها بين بعض ضعاف النفوس من العاملين في الوظائف الحكومية والقطاع الخاص وزيادة الأمراض النفسية وارتفاع نسب الطلاق والعنوسة وتفشي ظاهرة التسرب المدرسي بين الطلبة. فضلا عن تدني المستويات التعليمية للتلاميذ إضافة إلى انشغال الأسرة بحل المشكلات الاقتصادية المترتبة على هذه الزيادة مما يتسبب في إهمال تربية الأطفال تربية سليمة والانشغال عن همومهم خصوصاً في مرحلتي الطفولة والمراهقة وهما مرحلتان حرجتان تتطلبان أن يوليهما الآباء مزيدا من الرعاية والاهتمام لما لهما من انعكاسات نفسية وتربوية تتضح نتائجها وتنعكس تأثيراتها مع مضي الوقت.
إن العزوف عن الزواج وتكوين أسرة جديدة بسبب عدم القدرة على تحمل المصاريف والتكاليف المعيشية يزيد من بروز بعض الظواهر الاجتماعية كالعنوسة والانحرافات الأخلاقية ومشاكل أخرى لا حد لها كأمهات العازبات وسيجد الكثير من المواطنين وخاصة المقبلين على الزواج من الشباب أنفسهم عاجزين عن توفير مسكن ملائم لهم في ظل هذا الارتفاع الجنوني في أسعار مواد البناء كما يقلص من قدرة العديد من المواطنين على شراء المنازل والشقق السكنية.وحتى ارتفاع نسبة الطلاق بسبب عدم الاستقرار المادي للأسر وعدم مقدرة الأباء على الوفاء بالمتطلبات الأساسية لزوجاتهم و للأبناء مما يؤدي إلى حدوث مشاكل أسرية وعدم تمكن أرباب الأسر من تغطية الاحتياجات في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار.
ارتفاع الأسعار سيعمل على اتساع الفجوة بين الأغنياء ومحدودي الدخل من المواطنين فالمسافة بين الطبقات لم تكن ملحوظة ولكن مع موجة الغلاء وارتفاع كل المواد المتعلقة بمعيشة الإنسان جعلت من يسيرون امور العباد يحرصون على المحافظة على مكتسباتهم المالية نتيجة تزايد الدخل بسبب الطمع الجامح وعدم الحرص على التبرع والمساهمة لمد يد العون للآخرين وهذا بسبب الطفرة الكبيرة نتيجة ارتفاع الاسعار لأن النظام رفع من اسعار جميع المواد إلا الأجرة لم يرفعها مند العصر الحجري….