تشغل أخبار حوادث الانتحار في الجزائر بال المواطنين في البلاد بينما تواجه البلاد أزمة سياسية واقتصادية خانقة فاقمها تقاعس الحكومة وتبذيرها للمال العام وثروة البلاد على قضايا خاسرة لن تعود علينا إلا بالدمار والخراب…
وبعد أن تناقلت وسائل إعلام محلية أخبارا عن عشرة انتحارات في أسبوع بمدينة قسنطينة وحدها كشفت مصادرنا أن رجال الحماية المدنية أحبطوا السبت محاولة انتحار في ولاية تندوف وقالت مصادرنا إن الشاب الذي حاول الانتحار أربعيني وقد هدد بإضرام النار في جسده قبل أن تتدخل قوات الحماية المدنية وتسيطر عليه اللافت أن معدلات الانتحار في الجزائر التي احتلت المركز الأول في ترتيب الدول العربية وفقا للتقرير الذي أعدته منظمة الصحة العالمية في 2022 “لا يزال في ارتفاع” وفق الباحث في علم الاجتماع راتبي محد أمين وفي اتصال مع موقعنا كشف محمد أمين أن الأرقام التي يتم تداولها عن الانتحار قد تصدم كثيرين إذا تمت إضافة “ضحايا الهجرة غير الشرعية عبر البحر” والتي يعتبرها “انتحارا مُقنّعا” وفق تعبيره فوزارة الصحة دقت ناقوس الخطر قبل نحو عامين بإعلانها أن الجزائر تحصي سنويا من 5000 إلى 10000 حالة انتحار وهو ما يجعل من الظاهرة “أخطر من وباء كورونا” وفق طبيب الصحة النفسية بمستشفى سطيف الجامعي عمار بن حليمة حيث قال في حديث لموقعنا إنه بالرغم من أن وباء كورونا حصد الكثير من الأرواح بالجزائر على غرار كثير من الدول إلا أن مصيره الزوال بزوال أسبابه أو بتعميم التطعيم “بينما أسباب الانتحار لا تزال قائمة وبالتالي فالظاهرة أخطر فالفساد والجهل والفقر والتلاعب بمصير الشعوب وحياتها هذا هو الفيروس الحقيقي وهو الورم الذي يجب استئصاله قبل أن يباد الشعب الجزائري عن بكرة أبيه.