زار مسؤول جزائري صديقه المسؤول الأجنبي في قصره وسأله من أين لك هذا القصر الجميل أجابه هل ترى هناك المشروع الحكومي الذي تكلفته 15 مليون دولار ؟ أجاب نعم قال الأجنبي منها مليون دولار لقصري هذا. و عندما زار المسؤول الأجنبي صديقه المسؤول الجزائري قال له قصرك أكبر وأفخم من قصري بكثير فمن أين لك هذا ؟ أجابه مسؤولنا هل ترى ذلك المشروع الحكومي الذي تبلغ تكلفته 100 مليون دولار ؟ نظر الأجنبي بإستغراب وأجاب مندهشاً ولكني لا أرى أي أثر لمشروع !! أجاب مسؤولنا لذلك بنيت هذا القصر.
في تايلند وسيرلانكا مثلاً وغيرها كثير من دول العالم الثالث اجتمعت في بلدانهم صفتا الفقر والفساد ومع هذا مدنهم لا تغرق رغم تعرضهم لأضعاف المطر الذي تعرضت له البلاد ولم تنفق لديهم نفس الأمول التي أنفقت لدينا لأجل مشاريع الصرف الصحي أو تصريف السيول. الفرق الذي بيننا وبينهم أن لصوصهم يسرقون جزء محدود من المال المخصص للمشاريع الحكومية وأن لديهم رقابة أكثر وشعوباً أكثر وعياً بينما نحن لصوصناً أجرأ وأكثر وقاحة وجرماً والرقابة والمحاسبة معدومة والشعب لدينا أقل وعياً.
نحن لا نطلب من لصوصنا أن يكفوا عن لصوصيتهم أو أن يكونوا لا قدر الله نزيهين تماماً جل من نأمله منهم ونرجوه و نستعطفهم لأجله هو أن يسرقوا جزء معقولاً من الأموال ويتركوا للوطن الباقي كما يفعل باقي الفاسدين في دول العالم الثالث. أو أن تقوم الدولة وفقها الله كأحد الحلول بتقنين الفساد وفق نظام محدد يمنح اللصوص جزء من الأموال بقدر معلوم ومحدد نظاماً بدلاً من سرقة المال كله أو جله. مثلاً يمنح كبار المسئولين اللصوص 30 بمئة من قيمة كل مشروع أو صفقة كبدل أتعاب ويضاف إليها 10 بمئة بدل نزاهة كون أن المسؤول اللص وفقه الله أكتفى بـ 30 بمئة من المال العام مضافاً إليها 10 بمئة بدل نزاهة وكفى الله الشعب شر المسؤولين السراقة.