الأكيد أن الواقع أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أصل الداء موجود في كوننا بهذا البلد لا نتوفر بعد على ثقافة تدبير المال العام وخدمة الصالح العام حيث لا زال المنطق السائد لدى بعض المسؤولين في إدارات ومؤسسات الدولة والمنتخبين هو منطق الضيعة والبقرة الحلوب في صرف المال العام وتبذيره مع كل اسف ثروات الجزائر تنعكس إيجابيا فقط على الطبقة الغنية !!!! أما الطبقة الفقيرة عندها الله سبحانه و تعالى وهو فوق كل شيء إدا رأيت فقيرا في بلد فاعلم أن هناك غنيا سرق ماله (الحساب عند الله)
اتساع الهوة بين الفقراء و الاغنياء في الجزائر تعكسه سياسة انشاء المولات وعلى غرار مول وهران الذي يعتبر اكبر مول بإفريقيا والخامس عالميا فالسؤال المشروع الذي يتبادر الى الاذهان هل القدرة الشرائية للمواطن الزوالي في حجم و تطلعات هكذا مشروع تجاري ضخم الجواب هو ان الطاقة الانفاقية للمواطن العادي ليست لا الاولى افريقيا ولا الخامسة عالميا فالجزائر تتموقع في الرتبة 138 من سلم التنمية البشرية مما يحيل على ان الدراسات الاقتصادية التي رافقت هذا المشروع لم تعقد امالها و لم تستهدف شرائح الشعب الواسعة التي لا تملك ثمن رغيف خبز و كاس شاي فما بالك بالتفكير بالتبضع من مول بل هذه الدراسات التي اثبت جدوى هذا المشروع و مدى مردوديته ركزت على فئة فاحشة الثراء لها ثقافة استهلاكية مميزة وتسرق البلد بطريقة منظمة
ما يوحد اغلب اغنياء الجزائر هو اتخاذهم من السلطة مصدرا لمراكمة الثروة باستخدام نفوذهم السياسي المتجذر فهم بذلك يستغلون قربهم من دوائر القرار للاستفادة من امتيازات كالرخص و قروض و تفويت مساحات شاسعة من الاراضي في مناطق استراتيجية بثمن رمزي و كذا تفويت مشاريع الدولة لأهلهم و ذويهم دون مساطر طلبات العروض و كذا الاستفادة من اعفائات ضريبية مهمة مما ساهم في تضاعف ثرواتهم الى مستويات قياسية و في زمن قصير دون ان نغفل الفئة التي تتحايل على القانون لتفويت املاك وأموال الدولة الى ملكيتها الخاصة في غياب اي قوانين زجرية تعيد للدولة هيبتها الخلاصة ان هذه الفئة اغتنت من الظروف و الامكانيات التي يوفرها اقتصاد الريع في البلد فهذه الفئة من الاغنياء تعيش حياة البذخ و الثراء الفاحش غير ابهة بالأزمة العالمية و لا تقلبات السوق الدولية فثرواتهم اكبر من ان تتأثر بنزول او صعود اسهم البورصة العالمية اليكم .
ننتظر من الشعب ولو أن الأمنية لن تتحقق أن يمنحوا الاجيال القادمة فرصة لاستعادة كرامتهم وإنسانيتهم التي دمرها الفقر والحرمان و قساوة الطبيعة و جشع السياسة.