دائما تعلق الحكومة شماعة أخطائها وفشلها في الاستجابة لمطالب الشعب على الايادي الخارجية وشماعة المخابرات الاجنبية.و من القضايا الملفتة للنظر أنه إذا تحدث البعض من المسؤولين الحكوميين فدائماً يلقون اللوم والعتب على غيرهم ويعلقون أخطائهم على الايادي الخارجية ولا تسمع منهم إلا كيل المديح للحكومة التي ينتمون إليها ويذكرون الوزير الاول ان هو الذي بادر وقدَّم الاقتراحات للخروج من نفق الأزمة وهو الذي ناضل في كل الساحات وسجَّل من الإنجازات ما يجعله مفخرة الوطن !!!
إن من المعروف في عالم السياسة هو توخي السياسيين الحذر في كل ما يقولون واللجوء إلى الجمل والعبارات التي يمكن وصفها بأنها حمَّالة أوجه والابتعاد عن تشخيص المسائل السياسية العامة خارج سياق المحددات التي من المفترض أن يلتزم بمعالمها القادة والمتحدثون لوسائل الإعلام بكل فضاءاتها المختلفة إذ لا يُعقل أن تسمع حول المسألة السياسية الواحدة عدة وجهات نظر متباينة ولقيادات من نفس الحكومة ولكن الفرق هو أن ذلك محسوب على تيار الجنرالات والآخر على محيط الرئيس.
عندما تسَوِّغ الحكومة إخفاقاتها وأخطاءها بالتهويل من نظرية الايادي الخارجية التي باتت لدى كثير من المسؤولين الحكوميين شماعة يلقون عليها كافَّة الأعذار التي يرون أنَّها وحدها تحول بينهم وبين ما يتطلَّعون إليه من اللحاق بركب التنمية والتجديد والتنوير فيلجؤون لاتهام دول اجنبية أو منظمات استخباراتية بأنَّها السبب الحقيقي لعدم تقدم البلد.وقد يأتي هذا التبرير أحيانا من طبيعة النظريات الموجودة لدى كثير من المسؤولين فبعضهم يريدوننا ان نعتقد أنَّ كل شر أتى لهذا البلد فهو بسبب الايادي الخارجية تحديداً وكل خطأ يقع في بلادنا من نواح سياسيَّة أو اقتصادية فهو بسبب عدونا ويتناسون أنَّ هنالك الكثير من الأخطاء التي صنعتها أيديهم ولكنَّهم عمدا يتغافلون عنها.
في الاخير أود أن أنبِّه إلى أنَّ المبالغة الكبيرة في توسيع نظرية الايادي الخارجية وأنَّه ما من شر أتى على البلاد إلاَّ بسبب مؤامرة من أعدائها عليها فإنَّ في هذا تسطيحاً للأمور ورؤية أحادية لها وهو مخالف للتفكير الموضوعي والعلمي. فكفى ضحكا على الذقون انها 2017 وتحملوا الاخطاء والمشاكل والتي أوقعتوا بها البلد على مدى 50 سنة.