البطالة هي القنبلة الموقوتة والتي ستنفجر في وجه الجنرالات فأكثر من 320 ألف عاطل جديد انضم إلى لائحة “الحيطيست” وقد ازداد عدد العاطلين عن العمل في الجزائر خلال الربع الأخير من السنة الماضية حسب أرقام رسمية وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 13.2 في المائة بعدما كانت في قبل سنة في حدود 10.4.
وقد يبدو غريبا عندما لا يجد آلاف الشباب وظائف في بلد ظل شبابه ينتظر وقد انتظر طويلا لكن هذه هي الحقيقة الموجعة اليوم وهي المشكلة الأخطر غدا ولهذه الحقيقة الواقعية المُعاشة أسباب مترابطة متعددة منها عقم وعدم فعالية بنية التعليم بمخرجاتها التي لا تؤهل الشباب للعمل الميداني المنتج وكذلك النمو الديمغرافي الكبير في غياب أي استراتيجية لنظام الجنرالات للنظر في هذا العامل المؤثر فالشباب يمثلون النسبة الأكبر في الهرم المجتمعي الجزائري ويتعرضون لسوء تدبير واستثمار الإدارة الرسمية لمقدراتهم ومؤهلاتهم الذهنية والمعرفية وفشل كل تخطيطاتها المستقبلية المتعلقة بتأهيل الشباب إضافة إلى تراكم سياسات حكومية جد متخلفة وعقيمة لم تساهم إلا في تثبيت نمط الاقتصاد الفاسد التبعي الذي ساهم في الحفاظ على مصالح الجنرالات المتحكمين في الموارد الأساسية وآليات الإنتاج ووسائل التوزيع وهذا الأمر زاد من إغناء الأغنياء وتفقير الفقراء وسيادة ثقافة اليأس بين الشباب و في هذا الإطار سبق لنائبة مدير البنك الدولي لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط أن حذرت من تفاقم بطالة الشباب وتفشي اليأس في صفوفهم بسبب غياب إمكانية الحصول على فرصة عمل والتمكن من إيجاد مكان تحت شمس و تجدر الإشارة إلى أن29 في المائة من العاطلين هم في هذه الوضعية نتيجة الطرد أو توقف نشاط المؤسسات المشغلة نتيجة إفلاس الشركات أو لقلة الإنتاج بسبب كورونا وكشفت إحصائيات الرسمية أن البطالة تبقى متفشية في صفوف بعض فئات الساكنة خصوصا حاملي الشهادات والشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة ومكمن الخطورة في الوضع الجزائري يكمن في أن نسبة متزايدة من هؤلاء الشباب العاطلين توقفوا عن البحث عن عمل وبلغة أوضح أصيبوا باليأس والانهيار النفسي الكلي والواضح اليوم أن النقاش والجدال حول هذا الموضوع متشعب ومعقد ومن غير المنطقي تجاهله بهذه الطريقة لكن الخطير المرتقب هو أن تتطور المشكلة بضخامة وسرعة أكبر من تخمينات وقدرات وحركة نظام الجنرالات وهو المنشغل الآن بقضايا تتمركز حول اصطناع معارك كلامية فارغة مع الجيران تزيد من تمييع المشهد السياسي بالبلد والأخطر أنهم سيجدون نفسهم غدا في مأزق مربك قد يدخل الوطن في دوامة مجهولة لأن المؤشرات ظهرت في العديد من البؤر الساخنة التي تعيش تناقضات اجتماعية عميقة فكل الخبراء اجتمعوا على أن البطالة هي البركان الذي سينفجر في وجه الجنرالات.