يقوم النظام بأجهزته الأمنية والاستخباراتية بمتابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالاحتجاجات وبالمواطن بشكل عام فيعتقل ويحاكم ويسجن كل من يطلب بمحاربة الفساد أو حتى بدون توجيه التهم ويبدع النظام في سن القوانين والتعليمات التي تقيد المخلصين وتضمن محاكمتهم أما أولئك الذين يفسدون في الأرض ويسرقون الثروات ويفسدون الأخلاق والمفاهيم والأفكار ويريدون للرذيلة والفاحشة أن تشيع وتنتشر في مجتمعاتنا فهو عنهم أصم وأبكم وأعمى لا يراهم ولا يسمع بهم.
السؤال الذي يجب أن يسأله كل غيور على هذا البلد من الذي يدير البلد فعلاً ؟ أهلها وأبناؤها ؟ أم ابناء فرنسا لأننا اصبحنا نرى رموز الفساد في النظام تحاسب الغيورين على البلد. فالأشخاص الذين تم اختيارهم لتسيير شؤون العباد إما نكرات وإمعات وإما هم يمثلون وجه النظام القبيح أو بالأحرى وجهه الأقبح. لذلك خرجت الاحتجاجات مطالبة أن يقف المفسدين أمام القضاء ويحاسبهم الشعب الجزائري كما رفع المتظاهرون شعارات لمحاسبة المقصرين والمفسدين و من أبرز المطالب التي ركز عليها المتظاهرون هو تحقيق المساواة الاجتماعية.
لا نستغرب ان رأينا الكثير من الشيات يهاجمون المحتجين ويقفون بجانب النظام فالذباب يتحلق حول الجيف. وقد تساقط على جيفة نظام الحركي كثير في السنوات الماضية خاصة في حقبته النفطية التي فتحت شهية طلاب المنفعة. فبعد أن تخلى النظام عن دعواه التفريقية بين الغرب والشرق لم تعد هناك أي تكلفة سياسية للانضمام إليه مع وجود منافع آنية كثيرة. وفي نفس الوقت فإن النظام كان متلهفاً لتلقف أي عرض للدعم السياسي مهما تدنت قيمته. فإذا انشق ثلاثة أفراد عن حزب معارض لم تكن له قيمة أساساً فإنه يحتضنهم ويغدق عليهم العطايا والمناصب ويعلن انضمامهم إليه نصراً مبيناً رغم انه يظهر ضعف الطالب والمطلوب.
وفي الخاتمة نعود لنقطة الصفر والحديث عما يسمى الفساد هذه الكلمة التي أصبحت لا أطيق سماعها لأنها أصبحت تجذب لنا الأمراض النفسية والإحباط وأيضا لأنه أصبحت لدينا قناعة أنه لا فائدة من ترديد هذه الكلمة ولا قيمة لمعناها ولكن نقول لهؤلاء الأشخاص المفسدين في البلد السراقة لكبار اتقوا الله فينا واتقوا شر هذا الشعب اذا غضب حين يعرف الحقيقة واتقوا شر الشرفاء في هذا البلد لأنهم كثيرون ولم يعد لديهم طاقة لتحمل مثل هذه الأعمال والألاعيب واتقوا الله في أولادكم وكفى تلاعبا في أكل رزق المواطن البسيط .