اليوم لا يرى الجنرال شنقريحة الأحرار بقدر ما يحاول أن يتخيل وجودهم على شكل أشباح تتنقل بين ربوع الجزائر لتوزع الكلام المحظور بين أفواه المتظاهرين الذين يقول عنهم الجنرال شنقريحة أنهم أبرياء تم تضليلهم وإخراجهم من بيوتهم عنوة ليخلوا بالأمن ولينقضوا اتفاقا عُقد معهم ومع الجنرالات منذ خمسين سنة ينص على أن يلتزموا الصمت مقابل التعهد ببقائهم أحياء…
لذلك الجنرال شنقريحة وعبيده يبحثون عن الأشباح على أن ينصتوا إلى المحتجين الذين يقولون إنهم على حق في مطالبهم التي تنطوي على مظلومية يمكن النظر فيها في أي وقت من غير الحاجة إلى التظاهر ويقر الجنرال شنقريحة أن الشعب محق في مطالبه كما أن الدستور كفل حق التظاهر ولكن المشكلة تكمن في أن هناك أشباحا يسمون أحيانا (بالمندسين أو العصابة أو الأيادي الخارجية) هم الذين أملوا على الشعب مطالبه وهم الذين حرضوه على الخروج محتجا فبدلا من الإنصات إلى مطالب الشعب التي يعترف الجنرال شنقريحة أنها حقيقية يذهب إلى البحث عن القوى التي تقف وراء مؤامرة هي نوع من الظنون المريضة التي يعتقد المحيطون به أنها ستهدأ من روعه وتنهي قلقه لذلك فإن الجنرال شنقريحة حين يقف مضطرا أمام ثنائية الشعب والمتآمرين فإنه سرعان ما يتجه إلى الطرف الثاني باعتباره الطرف الذي يمثل خطرا على وجوده في السلطة كما انه هو الحجة الكبيرة لقمع الشعب وتركيعه والسماح له بنشر عنترياته الفارغة في تحرير فلسطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط.