مند منح فرنسا حكم الجزائر لأبنائها الغير الشرعيين الجنرالات وضع العديد من خبراء علم الاجتماع الكثير من الأسئلة لماذا يسلّم الشعب الجزائري أمره للجنرالات ؟ ولماذا يستبد هؤلاء بالجزائريين؟ نعم عمل الكثير من المفكرين والفلاسفة والمثقفين السياسيين على الإجابة عن هذين السؤالين في محاولة لتفكيك آليات التحكم والاستبداد التي يمارسها الجنرالات على الشعب الجزائري ولكن الأحرى أن يتداخل السؤالان في سؤال واحد: هل يمكن للجنرالات أن يستبدوا دون وجود شعب خانع وراكع ؟…
ولإخفاء هذه الحقيقة يستخدم الجنرالات المستبدين جيشاً من الإعلاميين والمثقفين ورجال الدين والفنانين الذين يعملون على بث الأيديولوجية الخاصة بهذا النظام بحيث لا يستطيع الجزائري أن يفكر ويعمل إلا ضمن هذا الحقل الخاضع للسيطرة التامة من قبل هذه السلطة المطلقة وعمل هؤلاء المثقفين هو تبرير وجود وممارسات وسياسات هذه السلطات المتخلفة وقد ربطوا مصيرهم ووجودهم بمصيرها ووجودها وبدورهم يحصلون على امتيازات مادية ومعنوية مقابل هذه الوظيفة التبريرية وإذا نظرنا إلى كلام “جان جاك روسو” نرى أن الاستبداد يرتبط مباشرة بتحقيق مصلحة خاصة تشكّل في العمق جوهر الأنظمة المستبدة التي صارت لها سمة أخرى هي من سمات التطور العلمي والاقتصادي الهائل وهي التبعية للغرب الرأسمالي الذي تخضع له بالكامل: سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وبدوره يمنحها الغرب حمايته بما يضمن بقاءها واستمراريتها من أي هزات داخلية أو خارجية لهذا اليوم الجنرالات يعملون على منع أي فكرة أو تجمع أو حزب سياسي يحمل مجرد أفكار معارضة ويتجسسون باستمرار على الجزائريين ومن أجل ذلك الأجهزة أمنية والاستخباراتية بالجزائر مهمتها مطاردة وتغييب هذه الجماعات والقضاء عليها ولأجل ذلك أيضاً الجنرالات يبنون السجون جنباً إلى جنب مع المنشآت العسكرية ولكن إذا كان الاستبداد يفترض الدفاع العاري عن مصالحه مما يجعل الجنرالات يجنحون نحو الهمجية والتخلف فلماذا تقبل الشعب الجزائري بأداء دور العبيد؟.