الجميع في العالم يعرف أن الجيش الجزائري جعله الجنرالات مجرد أداة لحماية المصالح الفرنسية في منطقة غرب إفريقيا ولهذا مندوب فرنسا بالجزائر السعيد شنقريحة استقبل قائده الفريق الأول فرانسوا لوكوانتر رئيس أركان الجيوش الفرنسية لإعادة هيمنة فرنسا على غرب إفريقيا وخاصة مالي والنيجر عبر خلق الحروب الأهلية والفتن عبر الجماعات الإرهابية التي تتبع المخابرات الجزائرية لأن مصالح فرنسا في مالي محدودة بحكم محدودية استثماراتها فيها مقارنة مع بلدان إفريقية أخرى إلا أن مالي جزء من الإقليم الجغرافي الذي تنشط فيه فرنسا اقتصاديًّا ومن ثَمّ فإنّ أي تهديد لأمن واستقرار مالي ينعكس ويهدد المصالح الاقتصادية لفرنسا في البلدان المجاورة…
وبناءً على ذلك فإن جارت مالي النيجر تتبوّأ المرتبة الثالثة عالميًّا في إنتاج اليورانيوم بعد كندا وأستراليا بنسبة 8,7 % من الإنتاج العالمي كما أنها تشغل المركز الأول في إفريقيا ويوجد بها أكبر منجمى اليورانيوم شمال شرق العاصمة نيامي وهما: منجم أرليت ومنجم أكوتا وتغطي ما نسبته 2% من احتياجات الاتحاد الأوروبي إضافة لذلك فإن فرنسا تعتمد على نحو 75% من الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها من الكهرباء حيث تعدّ شركة “أريفا” الفرنسية من أهم الشركات المستخرجة لليورانيوم في النيجر في منطقة “أرليت وإيمورارين” المحاذية لمنطقة أزواد شمال مالي لذا فإن أي محاولات لتهديد استقرار الأوضاع ونشر الفوضى في النيجر والمنطقة المحيطة يُعَدّ تهديدًا لأمن فرنسا وخطًّا أحمر يستدعي تجاوزُه التدخّل الفوري والحاسم وفضلًا عن ذلك فإن مالي تجاور عددًا من الدول الإفريقية التي تزخر بثروات بترولية كبيرة نحو موريتانيا الغنيّة بالنفط إذْ تحصل شركة “توتال” الفرنسية على النصيب الأكبر منه إضافة إلى امتلاكها مخزونًا كبيرًا من الحديد المهمّ لصناعة الصلب في أوروبا إلى جانب حقول النفط الجزائرية التي تُعَدّ مطمعًا كبيرًا للفرنسيين وكذلك ساحل العاج (كوت ديفوار) التي تُعدّ عاصمة منطقة الفرنك الإفريقي كما يجب أن يُفهم التدخّل في مالي والنيجر في سياق سياسة هجومية في إفريقيا تتبعها فرنسا في السنوات الأخيرة في إطار تنافسها مع الدول الكبرى على النفوذ هناك فالنفوذ الفرنسي أصبح عرضةً للخطر بتنامي وبروز قوى صاعدة جديدة تحاول السيطرة وفرض نفوذها على القارة الإفريقية عامة وغربها بشكل خاص كالصين وتركيا وروسيا مما ضيّق من حلقة القوى التقليدية المستفيدة من ثروات المنطقة.