استقينا من دروس التاريخ أن الجائع يفعل أي شيء من اجل البقاء على قيد الحياة وهذا يؤكد أن ثورة التي تندلع بسبب الجوع والفقر تكون مدمرة لا هوادة فيها لأن الذي لا يملك شيئاً لا يخاف فقدان أي شيء آخر حتى حياته فالشعوب الجائعة لا تستطيع الصبر طويلاً سيما إذا عرفت أن هذا الجوع مفروض عليها بسبب سرقة أموالها من قبل سلطة فاسدة لا هم لها سوى سرقة قوت المواطنين…
واليوم نحن في الجزائر نعيش ظروف مزرية تحت انعدام المواد الأولية (السميد والزيت والحليب واللحم والدجاج) بالإضافة إلى نقص السيولة المالية زائد الفقر والبطالة وهنا لنا أن نتخيل كيف ستكون ثورة الشعب الجزائري الجائع لأن التاريخ يخبرنا بأن ثورة الجياع أطاحت بعروش عريقة وإمبراطوريات وجمهوريات عظيمة في العصر القديم والحديث بدءا من ثورة الرومانيين في زمن الأباطرة ومرورا بالثورة الفرنسية في عصر ماري أنطوانيت وانتهاءا بما سيحدث في الجزائر اذا استمر الوضع على ما هو عليه وما تشهده الجزائر هذه الأيام من تظاهرات ما هي إلا نسخة مكررة لثورة الجياع التي قادتها الشعوب في سبيل لقمة عيشهم إلا أن ما يميز أحداث الجزائر عن غيرها هو أن هذا البلد لا يعاني من قلة الموارد فالجزائر غني بثرواتها الطبيعية وبزراعتها الٲمر الذي دعا الجزائريين إلى التساؤل أين تذهب أموال النفط والذهب في وقت لم تنفذ فيه الحكومة أي مشاريع كبرى تذكر بل إن الإهمال الحكومي في مجال تنفيذ المشاريع الاستراتيجية بات أمرا يهدد مستقبل الجزائر هذا إلى جانب انتشار البطالة وسط الشباب خاصة خريجي الجامعات والمعاهد العلمية ما أدى إلى انتشار الفقر في الجزائر ٳذ بلغ معدله إلى أعلى مستويات بحيث اصبح هذا البلد من افقر بلدان المنطقة لذا طفح الكيل بالجزائريين وما عادو يتحملون المزيد ما أدى إلى خروجهم في تظاهرات احتجاجية عارمة مطالبين بالقضاء على الفساد وإسقاط نظام الجنرالات.