منذ أن منحت فرنسا للجنرالات حكم الجزائر عهدنا قيام إعلام الصرف الصحي أن يصدر خطاب عن المشاريع الوطنية والقومية الوهمية التي غالبا ما يكون وراءها الجنرالات لينسب لهؤلاء هذا التميز الكبير وباعتبار أن الجنرالات هم المنوط بهم دائما أن يقدموا تلك المشاريع وقد رأى إعلام الصرف الصحي أن يقدم كافة هذه المشروعات على اعتبار أنها هدية الجنرالات إلى عموم الجزائريين في عملية إعلانية لا تخلو من ترويج للجنرالات وكأن هذه المشروعات لا تطلق إلا من خلال حملات المن على الجزائريين.
وفي اطار بيع الوهم خرجت صحافة الجنرالات بخبر مفاده أن مصنع ضخم لإنتاج اللقاح الروسي سيكون جاهزا خلال أشهر وسيصدر اللقاح لكل العالم كل هذا لإقناع الجزائريين ليس فقط بأهمية هذه المؤسسة العسكرية ولكن كذلك محوريتها إلا أن الجنرالات من حيث أرادوا أن يقدموا هذه الباقة الإعلامية والإعلانية لرسم صورة إيجابية فهم في حقيقة الأمر خسروا الكثير حينما تعلق هذا الشأن بأمرين خطيرين الأول منهما يتعلق بصناعة الأوهام وبيع الأحلام الذي هو عين الفشل وأن كل ما يقال سيكون مقبولا لدى الشعب مهما كان غير معقول وكأنه أراد بذلك أن يختبر مدى دخول هذا الشعب في بيت طاعة الجنرالات يأتمر بأمرهم ويصدقون كل قولهم ويمتثلون لكل رغباتهم إنها حالة الجنرالات حينما يرون في قبول اللامعقول اختبارا للطاعة وامتثالا الجزائريين لأوامرهم أما الأمر الثاني فإنه يتعلق بأن الجنرالات محور حياة الجزائريين ونهوضهم ليس ذلك بالقيام بوظائفهم وأدوارهم المختصة بهم بحماية الوجود والحدود ولكن بدخولهم في شؤون تعتبر في صميم المجال المدني إنها واحدة من أشكال عسكرة الدولة والمجتمع فمشروع الوهم لمصنع اللقاح الروسي لن يكون الأخير فهل يمكن للجنرالات أن يستمروا باحتيالهم على الشعب الجزائري وأن يزيفوا كل أمر يتعلق بمشروعاتهم ويبيعوا الأوهام والأحلام ؟ وهل يمكن لشعب الجزائري أن يمارس معه كل ذلك الاستخفاف وأن يستمر في تصديقهم ؟!!.