ذكر تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن السلطات الجزائرية لا تتخذ خطوات جادة لتحسين وضع السجون المكتظة وانه يجب عليه الكَفْ عن تعامل مع المعارضين للنظام بوحشية مما يتسبب في وقوع حالات وفاة. وتحدث التقرير عن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون موضحا تردي الخدمات الصحية داخل السجون. وتتوالى الشهادات المروعة من المعتقلين أنفسهم ومن أهاليهم والتي تصل الى منظمة هيومن رايتس ووتش عما يلاقيه هؤلاء في سجونهم من التعذيب والزج بهم في معتقلات لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة أو حرمانهم من الدواء والغذاء لأيام طويلة. علما بأن آلاف منهم صدرت بحقهم أحكام وآخرون لا يزالون قيد الحبس الاحتياطي ولم يقدموا إلى محاكمة. وبينما تواصل منظمات حقوقية دولية توجيه انتقادات للنظام في الجزائر مطالبة إياه بالإفراج عن المعتقلين أو توفير الحد الأدنى من ظروف الاحتجاز الإنسانية لهم و لا تكاد تتوقف الاعتقالات وأحكام القضاء لا تزال تنهمر على المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي العام في وقت يعيش هؤلاء على أمل تنفس نسيم الحرية.
قال مصدر وهو احد المقربين من المرحوم الصحفي محمد تامالت والذي اعتقل بالقضية المعروفة إعلاميا بـ(قصيدة بوتفليقة) أن المعتقلين ومن بينهم المرحوم كانوا يتعرضون للتعذيب المادي والمعنوي داخل سجن مشيرة إلى معاناة الحبس الانفرادي بزنزانة ضيقة مع منع حصة التي يخرج فيها السجناء ليتمشوا او يمارسوا الرياضة وخاصة سجناء الرأي والذين كان المرحوم معهم مما يجعلهم يصابوا بتصلب الشرايين وأضاف أن إدارة السجن تمنع الأدوية عن المعتقلين وترفض دخول الطعام الذي يصطحبه الأهالي لذويهم لافتة إلى الانقطاع المستمر للكهرباء والمياه الصالحة للشرب داخل عنابر السجن. وتابع قريب المرحوم محمد تامالت انهم يقدمون للمعتقلين السياسين طعاما رديئا بدون ملح في أيام كثيرة ثم يقدمونه بكمية عالية من الملح في أيام أخرى ما يسبب اختلالا بنسبة الصوديوم في الدم لدى المعتقلين.
ان الانخفاض الحاد لمستويات الصوديوم في الجسم من الممكن أن يؤدي إلى أعراض عصبية نفسية خطيرة. ففي حالة نقص صوديوم الدم توازن السوائل في الجسم يختل وقد تبدأ السوائل بالتجمع في مناطق حول الجسم وعلى سبيل المثال من الممكن أن يحدث تجمع للسوائل في الدماغ أو تظهر أوديما ( المخ الاستسقاء ) وأعراض أوديما الدماغ الثانوية الناتجة عن نقص الصوديوم في الجسم تشمل الصداع والانفعالات وكذلك الارتباك العقلي أو البلبلة والهلوسة. و إن الإنخفاض الخطير في مستوي الصوديوم في الدم من الممكن أن يسبب زيادة الخمول مع انخفاض الوعي ويمكن أن تحدث نوبات قلبية أو وفاة مفاجئة.