بعدما كنا نتصدق على افريقيا وبعد ما اعفت الجزائر الكثير من الدول الافريقية من تسديد ديونها دارت الايام لتأخذ الجزائر التدابير والإجراءات المرافقة للحصول على قرض بمليار دولار من البنك الإفريقي للتنمية بهدف تمويل برامج للطاقة. تكثر التكهنات والتقديرات بشأن حجم الاموال التي صرفها الحركي على القضايا الافريقية وشراء الذمم في ظل غياب أرقام وإحصائيات تؤكد حجم الأموال التي صرفها الحركي على القضايا الافريقية طيلة الخمسة عقود من جلوسهم على عرش إحدى أغنى دول العالم المنتجة للنفط. فقد قال خبراء دوليين في الاقتصاد أن هناك فجوة بالغة من عشرات المليارات الدولارات تظهر سنويًا بين عائدات النفط والغاز الجزائري وبين الإنفاق الحكومي مؤكدين أن هذا الخلل الواضح بين حجم العائدات وحجم الإنفاق هو المصدر الرئيسي لتبذير اموال الشعب الجزائري.
ووجد الخبراء صعوبة في تقدير حجم هذه الاموال التي صرفها الحركي على القضايا الافريقية وشراء الذمم إلا أنهم نقلوا عن مصدر لم يسموه أن المسؤولين في الجزائر وخلال 5 عقود أودعوا مليارات الدولارات في حسابات سرية لرؤساء وزعماء افارقة. بينما افادت صحيفة فايننشيال تايمز نقلاً عن برقيات دبلوماسية أمريكية سرية حصل عليها موقع ويكيليكس أن الجزائر صرفت ببذخ كبير على الكثير من زعماء افريقيا مقابل دعم الجزائر ضد المغرب في قضية الصحراء الغربية .
ولعل من أبرز الأسباب التي تحول دون معرفة الحجم الحقيقي لتلك الاموال والتي صرفها الحركي على افريقيا هي ان من يحكمون الجزائر وحاشيتهم يتصرفون في أموال الدولة وكأنها ملك شخصي ولا يمكن للشعب أن يتسائل عن سبب صرف هذه الاموال فالحركي متواطئون فيما بينهم في تبذير أموال الدولة وكأنها ملكهم الخاص فهم يتحكمون مباشرة في ثروة البلاد وَهُمْ الذين يقررون أين سيصرفون كل سنتيم.