التلاميذ لا يُحِبُون المدرسة بل يعشقون الاضرابات ويستغلون عدم معرفة اوليائهم بالإضرابات وَيُهِمُونَهُمْ انهم ذاهبون للمدرسة ولكن هم في الحقيقة يذهبون الى التسكع وممارسة الرذيلة واستهلاك جميع انواع المخدرات .فدرجة عشقهم للإضرابات جعلتهم يؤسسون صفحة على الفايسبوك باسم يوميات تلميذ عاشق للإضراب . إنّ السؤال الذي يجب طرحه هو لماذا يكره التلاميذ المدرسة ؟ السبب راجع إلى كوْن المدرسة الجزائرية فضاء غير محبّب للتلاميذ لكون الإدارة تتسم بالعنف وهو ما يُفضي إلى نموّ النزعة الانتقامية لدى التلاميذ. إنّ التلاميذ الجزائريين من كلا الجنسين يعانون من الفراغ الروحي وسبب هو تفضيل الآباء والأمهات لتربية أبنائهم وبناتهم تربيّة عصرية مما يُفاقم هذا الفراغ .
ولا تتوقّف الأوضاع المزرية للتلاميذ عند انتشار الاضطرابات النفسية في صفوفهم بسبب مقارنتهم لواقع خيالي لمسلسلاتهم المفضلة (تركيا كورية هندية) وواقعهم الحقيقي بلْ تمتدّ إلى الإدمان على المخدّرات وإقامة علاقاتٍ جنسية تنتهي بالحمْل كما تنتهي بالإصابة بالأمراض المنقولة جنسيّا وحتى الإجهاض كما حصل طاقمنا على معلوماتٍ صادمة بخصوص العلاقات الجنسية غير الشرعية في صفوف تلاميذ وتلميذات المدارس كما وقف طاقمنا على حالة تلميذة في إحدى المؤسسات التعليمية بالعاصمة حبَلتْ بعد علاقة جنسية مع تلميذ اخر.
يَظهرُ جليا أنّ أزمةَ التعليم في الجزائر أعقد بكثيرٍ ممّا يرَاه المسؤولون عن الشأن التربوي والتعليمي بالجزائر في ظلّ غيابِ الاهتمام بوضعية التلاميذ خصوصًا على المستوى النفسي ففي إعدادية واحدة بالعاصمة لوحْدها سجّل طاقمنا طرْد 60 تلميذا بسبب سلوكهم العنيف وفي إعدادية أخرى طُردَ أربعة وعشرون تلميذا. وحسبَ المعطيات التي حصل عليها طاقمنا فإنّ الاضطرابات النفسية التي يعاني منها التلاميذ الجزائريين يُفاقمُها تجاهُل آبائهم لمعاناتهم كما أنهم يرفضون علاجَ أبنائهم لأنّهم هم أنفسهم في الحقيقة بحاجة إلى علاج على حد قولهم.
وفي الوقتِ الذي أمرت وزيرة التربية نورية بن غبريت مدراء الثانوي والمتوسطات بمنع تحويل أي تلميذ إلى المجالس التأديبية وطرده قبل تحويله إلى خلية الإصغاء النفسية التي تقرر تنصيبها في كل المؤسسات التعليمية من أجل دراسة الحالة النفسية لهؤلاء التلاميذ المشاغبين أو الذين ارتكبوا مخالفات خطيرة وإعادة ادماجهم في المستقبل.
وبخصوص إعادة إدماج التلاميذ المطرودين من الدراسة طرحنا الموضوع على اطر تربوية فكانت اجابتهم أنه لا يجبُ إعادة إلحاقهم بالمدرسة تلقائياً بلْ يجبُ إخضاعهم أوّلاً لجلسات الإنصات المكتفة لأنّهم يتسببون في انحراف تلاميذ آخرين ويعودون إلى المدرسة بنزعة انتقامية اشدّ . بين الاضرابات والمسلسلات ضاعت اجيال المستقبل.