بعد أن قرأت أول محادثة لنا .. أدمنت القراءة، أصبحت أجلس على الجهاز طوال الليل أقرأ و أبتسم و أبكي ..
تدهورت حالتي كثيرا و زاد قلق والديّ عليّ، أغمي علي من قلة النوم و الأكل و شدة التفكير
و نقلت الى المستشفى …
كانت عمتي تزور احدى أقاربنا في هذه الفترة فلم أجد من يوقفني على حدي و تماديت في تعذيب نفسي،
لكن ما أن سمعت الخبر حتى جاءت مهرولة إلي ..
نظرت الي معاتبة كأتها علمت أني لم ألتزم بوصفتها العجيبة لكن حالتي كانت أسوأ من أن تدعها تفكر في العتاب
حضنتني و هي تدعو الله أن يعينني على وجعي، و تسأل أمي عنّي وأنا شبه غائبة عن هذا العالم …
كنت شاردة ..أفكر كيف دمرت حياتي ، دمرتها بحق …
صديقتي و حبيبتي الغالية هالة ستتزوج بعد أسبوع واحد، و يفترض أن أكون معها في هذه الفترة
لكن ها أنا غارقة في ألمي الى حد يمنعني أن أشارك أقرب الناس إلي فرحة عمرها ..
كنت أرغب في الخروج . أرغب في الرحيل من هذا المكان و بشدة .. أرغب أن أتناسى ألمي
و لو لأسبوع واحد و لو ليوم واحد، حتى أشارك هالة فرحتها …
صممت على الذهاب الى المنزل رفقة والدي و وعدتهم باتباع نصائح الطبيب كي أشفى في أقرب وقت ..
و ما أن وصلت الى المنزل حتى اتصلت بهالة و وعدتها أن أزورها في اليوم التالي ،
أخذت أقراصا منومة و نمت …
و في الغد ذهبت إليها رغم رفض أمي أن أخرج و أنا مريضة، عانقتها بشدة لأني لم أرها لمدة بسبب انشغالها بالتحضيرات
و سألتها عن خطيبها ، كنت أعلم أنه ابن خالتها الذي كان يحبها
سرا منذ 5 سنوات .. و رغم أنها لم تصرح يوما أنها تحبه إلا أني كنت أرى في عينيها مدى اهتمامها به ..
هي فقط لم تكن غبية ، مثلي .. لم ترغب أن تهدي قلبها لشخص قبل الأوان … لطالما كنتِ حكيمة يا هالة فلما لم أكن مثلك …
كنتُ أغبطها بحق .. ما أجمل أن تتزوجي شخصا تحبينه و يحبك، أن يجمعكما بيت واحد و ميثاق غليظ لا يسهل فكه
أن تسجدي لله رفقته حامدة الله أن جمعكما معا
أن تهمس في أذنه و تقولي أنتَ حبّي الأول و الأخير