النسيان والحمل… علاقة مُترابطة
يزداد فقدان الذاكرة والنسيان الموقّت خلال الحمل، خصوصاً في الثلث الثاني والثالث منه أي مع تقدّم الحمل وبلوغ مراحله الأخيرة.
في هذه المرحلة، تبدأ الحامل بالمُعاناة من ضعفٍ في التركيز والنسيان بشكلٍ خفيف يزداد تدريجاً، ولكنّها لا تصل إلى فقدانٍ تامّ للذاكرة؛ حيث أنّها يُمكن أن تتذكّر بعض الأمور وتنسى أخرى.
هذه النوبات من النسيان وعدم التركيز عادةً ما تستهدف المواعيد والمهام المُترتّبة على الحامل يومياً أو أسبوعياً، وأحياناً المعلومات التي تعرفها مسبقاً أو التفاصيل اليوميّة التي تسمعها من الأصدقاء والأقارب والأهل.
ما الأسباب؟
يلعب الحمل دوراً في إضعاف الذاكرة خلاله وبعده بوقتٍ قصير، ونعدّد في ما يلي بعض الأسباب التي تُفسّر العلاقة بين النسيان والحمل:
– التعب والإرهاق:
هذا السبب عادةً ما يكون شائعاً في صفوف المرأة العاملة التي لم تترك عملها بعد حدوث الحمل؛ فتتعرّض لضغوطٍ جسديّةٍ ونفسيّة طوال اليوم بالإضافة إلى المهام التي يجب أن تقوم بها في المنزل تجاه عائلتها عندما تعود من العمل.
– اضطرابات النّوم:
يُنصح بأن تحصل الحامل على قسطٍ كافٍ من الراحة والنّوم خلال اليوم، ولكنّ مُعاناتها من اضطراباتٍ في النّوم كالأرق ومن قلّة في عدد ساعات وجودة النّوم تُعدّ سبباً كافياً لإصابتها بالنسيان خلال الحمل.
– التقلّبات الهرمونيّة:
إنّ الزيادة الحادة في مستوى الهرمونات أثناء الحمل قد تفسّر النسيان خلال هذه الفترة. عند الولادة يُحفّز الدماغ إفراز كمّياتٍ من هرمون البروجسترون والاستروجين أكبر بـ 15 إلى 40 مرّة من الكمّيات العادية الموجودة لدى غير الحامل، ويُمكن لهذه الهرمونات أن تؤثّر على خلايا متعدّدة في الدماغ.
– أولويات مُختلفة للدماغ:
يؤثّر الحمل في حدّ ذاته على مستوى تركيز الحامل على أمورٍ تتعلّق بالحمل وبدرجةٍ أقلّ على الأمور الأخرى. لذلك، من الطبيعي نسيان أو استبعاد دماغ الحامل لأمورٍ أخرى غير الحمل والجنين والحياة الجديدة بعد الولادة، إذ يستحيل التركيز على تفاصيل عديدةٍ في وقتٍ واحد.
يُمكن التّعامل مع النسيان خلال الحمل عن طريق تحديد الأولويّات الخاصة بكلّ يوم وتدوين المهام التي على الحامل القيام بها، أو اللجوء إلى المنبّه في الهاتف للتذكير بأنّ الوقت قد حان للقيام بأمرٍ ما.